باريس الشروق (من مبعوثنا المنصف بن عمر) : أكثر من أربعة آلاف فرد حضروا مساء السبت الماضي الى قاعة «الزينيت» بباريس لمتابعة سهرة فنية تونسية من أحلى ما تكون السهرات وأثثتها مجموعة من خيرة الفنانين التونسيين كل في مجال اختصاصه. الحفل كان بعنوان «تونس في القلب» وجمع كلا من نجمة الأغنية التونسية صوفية صادق، ونجم الكوميديا المنجي العوني وشيخ الفنانين الصوفيين الهادي دنيا، ونجمة الأغنية الشعبية زينة القصرينية. أجواء كبيرة ومنعشة عشناها في قاعة الزينيت الباريسية التي تعتبر من أشهر قاعات العرض في فرنسا، زادها حضور الجالية التونسية المقيمة في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا، بهاء وتألقا. أعلام لقد حضرت في السهرة الأعلام التونسية والأزياء التقليدية، حيث أقيم بالمناسبة عرض للأزياء التقليدية التونسية أشرفت عليه سيدة مقيمة بفرنسا. افتتح السهرة الفنان الممثل والكوميدي المنجي العوني بجملة من المواقف الهزلية، جمع فيها من الغناء الهزلي والمداخلات الطريفة التي أضفت أجواء مرحة في فضاء الزينيت. ولم يكتف العوني بهذا العمل بل كان منشط السهرة وقدّم بقية زملائه بأسلوب فيه الكثير من الحرفية. مشاركة الفنان الهادي دنيا في السهرة كانت ذات طابع ديني، حيث جاءت مشاركته في شكل انشاد صوفي، ولم يغفل «عم الهادي» عن تقديم «رايس الأبحار» التي طالب بها الجمهور الحاضر، وتفاعل معها بشكل جميل جداّ، حيث رفعت الأعلام و»السناجق» ورقصت الجماهير حد «التخميرة». تلقائية بعد هذه الفقرة الخاصة بالانشاد الصوفي كان الموعد مع نجمة السهرة الفنانة صوفية صادق التي استقبلها الجمهور الحاضر بالتصفيق والهتافات، وخصها بترحاب كبير. استهلت صوفية وصلتها بأغانيها الوطنية مثل «يا تونس» و»الله على مستقبلنا» ثم تلتها مجموعة من أغانيها الخاصة، الى جانب كوكتال من الأغاني التونسية القديمة لصليحة وغيرها، وبطلب من الجمهور الحاضر غنت صوفية كوكتالا من أغاني أم كلثوم. على عكس حفلاتها في تونس كانت الفنانة صوفية صادق تلقائية جدا في هذا الحفل، وتواصلت مع الجمهور بشكل عفوي جدا حبذه الحضور، وتفاعل معها، ورقص على ايقاع أغانيها. وبلغت وصلة صوفية صادق في هذه السهرة ذروتها عندما أدت أغنية «يهبّل» التي ألهبت المدارج، فنزل الجمهور الشبابي لحلبة الرقص، وردد الكبار مع صوفية الأغاني. وبذكاء شديد ختمت صوفية وصلتها بالنشيد الوطني، فتجاوب معها الحضور، وقام الجميع ليردد معها النشيد، فكانت لحظات مؤثرة الى أبعد حدّ. مسك الختام في السهرة كان مع المطربة الشعبية زينة الصرينية التي قدمت مجموعة من الأغاني الشعبية والمواويل (العروبي)، التي استساغها الجمهور الحاضر وتفاعل معها. زينة الصرينية بينت في هذه السهرة أنها صاحبة طاقات صوتية رهيبة، وأنها على درجة كبيرة من الحرفية، وقد لاحظنا أن الجمهور الحاضر يحفظ جانبا كبيرا من أغانيها. سهرة «الزينيت» ستبقى خالدة في أذهان الجمهور التونسي المقيم في فرنسا، وقد عبّر لنا الكثيرون عن رغبتهم في التكثيف من هذه السهرات.