أبدت احدى دوائر الاستئناف الجنائي بقفصة مؤخرا حلمها وعدالتها اثناء محاكمة أربعة شبان فبعد أن تفحصت ملفهم واستمعت الى أقوال من حضر منهم والى مرافعات محامييهم قررت سجن كل واحد منهم مدة سنة وتخطئة بألف دينار وتخليصهم بالتالي من بعض التهم الخطيرة. وقد يكون الحكم درسا مهما للشبان الاربعة ولغيرهم بالنظر الى الوقائع التالية: كان أعوان الامن بإحدى معتمديات سيدي بوزيد يقومون فجرا بدورية أمنية لما اشتبهوا في أمر ثلاثة شبان فلما هموا بالاقتراب منهم لاستجلاء امرهم اختار كل واحد منهم وجهة في الهروب لكن اعوان الامن نجحوا في القاء القبض على أحدهم وحجز مادة مخدرة من نوع الزطلة لديه. دعوة الى الانتشاء ذكر الشاب الموقوف أنه ادى زيارة قصيرة الى العاصمة حيث تعرف بمحض الصدفة على أحد الشبان. وأضاف أن ذلك الشاب اقترح عليه ان يجرب تدخين سيجارة مخدرة (محشوة بمادة الزطلة) فلما استجاب استحسن التجربة ثم اشترى من الشاب قدرا ضئيلا من مخدر الزطلة حتى يستهلكه لاحقا. وقد عاد يوم الواقعة الى مسقط رأسه حيث التقى مساء ثلاثة من اصدقائه فروى لهم تجربته الحديثة في عالم المخدرات وزين لهم روعة الانتشاء التي تخلفه السيجارة المخدرة ثم دعاهم الى مشاركته انتشاءه. وقد اجتمع الشبان الاربعة على تدخين السجائر المخدرة ثم خير أحدهم الانصراف فيما مكف الثلاثة الآخرون حتى فاجأهم أعوان الامن فجرا. تهم خطيرة أدلى الشاب الموقوف بهويات الشبان الثلاثة الآخرين فتم ايقاف اثنين منهم فيما ظل الآخر متحصنا بالفرار. وقد انتهى استجوابهم والتحقيق معهم باحالتهم على المحاكمة بتهم عديدة وخطيرة تمثلت (كل حسب دوره) في استهلاك مادة مخدرة والامساك بها والمتاجرة فيها وانشاء عصابة... وقد لاحظ لسان الدفاع أثناء الاستئناف أن ملف القضية تحمل من التهم فوق ما يتحمل ولاحظ أن الوقائع بسيطة جدا اذ ان احد الشبان المورطين اكتشف عالم المخدرات فجأة فاستحسنه ثم انه لم يقرأ حسابا لمخاطره القانونية والصحية فاشترى مادة مخدرة بمبلغ بسيط وهو 10 دنانير وهو ما ينفي منطقيا نية المتاجرة، ثم التقى صدفه اصدقاءه فدعاهم بلا مقابل الى مشاركته انتشاءه مما ينفي تهمة تكوين عصابة فضلا عن انتفاء أركان المتاجرة. وقد اقتنعت بهذا الرأي فاكتفت بتهمتي استهلاك مادة مخدرة ومسك مادة مخدرة بهدف استهلاكها وحفظت بقية التهم ثم انهت المحاكمة باصدار حكمها القاضي بسجن كل واحد من المتهمين الاربعة مدة سنة واحدة وتخطئته بألف دينار.