حضور المؤتمرات الطبية يفرض على الاطباء ايجاد معوضين لهم داخل العيادة لكن التعويض على ما يبدو اصبح بالفعل مشكلة تؤرق اصحاب العيادات والمرضى على وجه الخصوص. كيف ذلك؟ المشكلة تطرح عندما يتعلق الامر بمدى كفاءة المعوِّض ومستوى التجربة التي اكتسبها في الاختصاص. والمسألة تطرح ايضا في مستوى العلاقة التي جمعت صاحب العيادة بالمريض والتي تجعل المريض لا يقبل بالعلاج الا عنده لذلك قد يمتعض عندما لا يجده. في اختصاص الطب والتوليد حيث يرفض الكثير من النسوة تغيير الطبيب؟ ويقلل الدكتور جلال مرشاوي من اهمية مشكلة التعويض يقول: «كل طبيب مطالب بحضور المؤتمرات الطبية والى ذلك فهو معرض للاصابة ببعض الامراض والتمتع بشيء من الراحة لكن وجب في الحالة الاولى التنظيم والتخطيط مسبقا (قبل شهر) وإعلام المريض بأنه سيتغيّب.. وفي طب التوليد نضع الحامل امام الامر الواقع إما بإكمال المداواة عند المعوّض او ننصحها بالذهاب الى طبيب آخر قد ترتاح له اكثر من غيره». في الاختصاصات الاخرى يرى الدكتور محمد بوشوشة ان المشكل يكمن في اختيار المعوّض لا من حيث الكفاءة فحسب وانما ايضا من حيث اخلاقه لأن العيادة لها سمعتها وصورتها الجميلة ولا يجوز ان تلطّخ بأي حال من الاحوال. وفي حالة التعويض وسط الأقسام الاستعجالية وفي طب الليل صاحب العيادة لا يتمتع الا ب 25 فقط من المداخيل في حين يتمتع المعوّض اي الطبيب الذي عوّض صاحب العيادة بنسبة 75 وهو امر في حاجة الى مراجعة بما يضمن حقوق كافة الاطراف. **مشكلة اعوص في الطب النفسي في بعض الاختصاصات الاخرى تزداد مشكلة التعويض تعقيدا خاصة وان بعض هذه الاختصاصات تعتمد في العلاج على العلاقة (بين الطبيب والمريض) اكثر من اعتمادها على الأدوية. ويتحدث الدكتور عطيل بينوس وهو اخصائي نفساني فيقول: «يصعب التعويض في عيادات الاخصائيين النفسانيين لأنه بالنسبة لنا العلاج ليست كتابة بعض انواع ادوية فحسب وانما العلاقة مع هؤلاء المرضى نعتبرها محور العلاج الى حدّ يصبح فيه الطبيب رمزا داخل لاشعور المريض نظرا لمتانة العلاقة. هذه العلاقة تدفع بعض المرضى الى رفض التعامل مع المعوضين وعلى الطبيب تجنّب ردّة فعل مرضاه إما بتأخير وتعديل مواعيد زيارتهم او بتحضيرهم نفسانيا لقبول المعوضين الذين لا ينقصون كفاءة ولكن طبيعة العلاقة وحدها هي التي تبرّّر رفضهم من طرف المرضى. ويؤكد د.ع.ب على ان شعور المرضى عندما لا يجدون طبيبهم خاصة في هذا الاختصاص ولفرط العلاقة الحميمة مع الاخصائي النفساني هو شبيه الى حدّ بعيد بشعور اليتيم الذي فقد احد والديه!