اهتزت منطقة ساقية الزيت من ولاية صفاقس صباح يوم أمس الثلاثاء على وقع حادث اصطدام بين قطار وشاحنة نقل بضائع لم يسفر من ألطاف اللّه على خسائر بشرية لكنه خلف جريحين في حالة صحية متفاوتة الخطورة مع أضرار مادية واضحة. الحادث جد بعد الساعة العاشرة صباحا بقلب منطقة ساقية الزيت وتحديدا في أحد الأنهج التي تشق السكة الحديدية الرابطة بين العاصمة وصفاقس وتتمثل صورته في اصطدام القطار بشاحنة كبيرة كان سائقها مرفوقا بابنه ويقل كمية من الرمال. ولئن لم تتوفر لدينا معلومات كافية عن الحادث وأسبابه إلا أن ما جمعته «الشروق» من روايات من بعض شاهدي العيان الذين التقتهم على عين المكان بمسرح الحادث يفيد أن سائق الشاحنة كان يهم بتجاوز السكة الحديدية لما فاجأه نزول حاجز القطار فوجد نفسه بين الحاجزين على أن رواية أخرى تقول إن هول مشهد القطار القادم في وقت انعراج الشاحنة جعل السائق يرتبك ويفقد قدرته على التحكم في وسيلة نقله وإيقافها. ومهما كانت الرواية الصحيحة التي ينكب أعوان المرور في تحرياتهم لمعرفتها، فإن الثابت وحسب معاينات «الشروق» التي تحولت على عين المكان مباشرة بعد الحادث هو سرعة التدخلات لإنقاذ حياة السائق وابنه سواء من الجهات الأمنية أو رجال الحماية أو أعوان الشركة الوطنية للسكك الحديدية الذين يؤكد بعضهم أن الحاجز كان في وضع استخدام لحظة حصول الفاجعة. وإذا كانت الشركة المعنية تقوم بواجبها على أحسن ما يرام لسلامة الركاب أو مستعملي الطرقات التي يمر منها القطار، فإن ذلك لا يمنعنا من تذكير الجهات المعنية بضرورة تغيير مكان السكة التي تشق من قلب مدينة صفاقس إلي حدود ساقية الزيت أكثر من 20 طريقا ونهجا... فالسكة الحديدية التي كانت قد صممت منذ أكثر من 50 عاما لتكون في ذلك المكان، لم تعد الآن تتماشى والنهضة العمرانية التي شهدتها المنطقة فهل من مراجعة لمكان السكة في وقت أصبح فيه الحديث عن مثال التهيئة المرورية بالجهة ينص على تغيير مكان محطة الركاب إلى سيدي صالح أو سيدي عبيد وفي وقت تستعد فيه الجهة للطريق السريعة الرابطة بين مساكنوصفاقس.