مكتب الساحل الشروق (تغطية معز دبش) مرة أخرى كادت تتسبب شاحنة ثقيلة فجر أمس في كارثة بعد أن تعطبت في مفترق تقاطع السكة الحديدية بالطريق في مدخل مدينة النفيضة من جهة القيروان في سيناريو شبيه الى حد كبير بحادث برج السدرية منذ مدة قليلة غير أن الحادث الجديد لم يتسبب في خروج القطار عن السكة. صورة الواقعة تتمثل في تعطب احدى الشاحنات الثقيلة وسط مفترق تقاطع السكة الحديدية بالطريق في مدخل مدينة النفيضة من جهة القيروان في حين كان القطار القادم من مدينة توزرالذي ينطلق على الساعة التاسعة باتجاه العاصمة في رحلة سيره الطبيعية ليصطدم على الساعة الخامسة والنصف بالتحديد بالشاحنة فيجرها لمسافة طويلة والاصطدام كان عنيفا جدا مما تسبب في ارتطام مجرورة الشاحنة بالعربة الثانية للقطار ليتطاير بلور النوافذ في كل مكان فيسقط فوق رؤوس الركاب متسببا في سقوط العديد من الجرحى لم تكن حالتهم خطيرة. كما تسبب الاصطدام في اقتلاع بعض الكراسي من مكانها و«طار» أحد الرضع الصغار من حضن أمه كما نقل لنا شهود عيان اضافة الى حالة من الفزع والهلع الكبيرين بين الركاب وخاصة منهم النساء والاطفال. وقد انتقلت «الشروق» فور سماعها الخبر الى مكان الحادث فجر أمس وسط اجواء ممطرة حيث وجدنا فرق وسيارات الاسعاف وشرطة مرور النفيضة فيما كانت فرق الحماية المدنية تحاول ازاحة ركام الشاحنة من امام السكة الحديدية أمام توقف سيل من السيارات وسط الطريق. وقد حاولنا التحدث إلى بعض الركاب الموجودين بالقطار فوجدنا الكثير منهم في حالة نفسية سيئة فيما عاينا اثر شظايا البلور متناثرة هنا وهناك واثر الدماء في كل مكان وفوق الكراسي. احد الركاب وجدناه جالسا في وجوم فوق شظايا البلور تحدث الينا وهو يطلعنا على اثر سقوط البلور على ساقه «كنا غارقين في النوم في رحلة ليلية انطلقت من توزر منذ الساعة التاسعة ليلا وفجأة سمعنا وقع اصطدام القطار بالشاحنة وحصل بعدها ارتطام مجرورة الشاحنة بعربتنا (العربة الثانية للقطار) لنهتز كلنا كانها رجة ارضية حصلت حيث تناثر بلور النوافذ في كل مكان واقتلعت حتى الكراسي من اماكنها وتعالى الصياح وصراخ الاطفال والنساء» ثم قام بعض الركاب ليطلعونا على حالة النوافذ التي تهشمت كلها في العربة الثانية. «طار» الرضيع ويتدخل الراكب محمد الدالي ليؤكد ان احدى النساء كانت تحضن طفلها قبل حصول الحادث ليطير من حضنها لحظة وقوع الارتطام ومن الطاف الله انه لم يصب بأذى يذكر» بعض الركاب ايضا رووا لنا حالة الفزع والهلع والاغماء التي انتابتهم جراء الحادثة التي تضرر منها خاصة ركاب العربة الثانية». شاب اخر كان من بين الركاب تحدث متسائلا في استغراب «هل كان الجميع ينتظر (الشاحنة معطبة أو متوقفة في السكة) مكتوف الأيدي في انتظار قدوم القطار ليحصل الحادث شخصيا أتساءل الم يكن ممكنا تفادي الحادث؟ فهذا المفترق قد تسبب في العديد من الكوارث؟ فلم لا يتم توفير حارس بالمكان؟» وهنا مر أحد الفنيين التابعين للشركة الحديدية ليعلق على حديثه» لا يوجد حل جذري عدا بناء قنطرة». وقد تم نقل الجرحى والمصابين الى مستشفى النفيضة حيث لم تكن حالتهم خطيرة حسب رواية الركاب في حين نجحت مجهودات اعوان الحماية المدنية برغم ضعف الامكانيات في إزاحة ركام الشاحنة لتعود حركة المرور وليتحرك القطار مواصلا سيره نحو العاصمة بعد تعطل استمر قرابة الساعة.