تونس «الشروق»العيد مناسبة ينتظرها كل منا.. مناسبة للقاء من نُحب.. للمصالحة بعد خصام او جفاء.. في غفلة من مشاغل الحياة القاسية نقتطف لحظة سعيدة نعيشها بكل تفاصيلها... تكون فيها النفس اقرب الى الصفاء.... الى الرضاء والى العناق. الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة.. تحوّل عندنا الى مايشبه العيد... ينتظرها البعض.. ويحتفل بها بالسهر خارج البيت او مع العائلة... يتبادل الهدايا مع الاصحاب والمقربين ويتجاهلها البعض الآخر قدر المستطاع لأسباب عديدة. قبل ايام من حلول سنة 2005 كانت لنا جولة في شوارع العاصمة استطلعت فيها «الشروق» آراء المواطنين وباعة الزهور والهدايا... هل يقبل التونسي على شراء الهدية في مثل هذه المناسبة؟! الزهور.. بين القيمة والسعر مازالت الوردة بكل ما تحمله من معان في المخيال العربي الأكثر حضورا والأكثر قيمة عندما يفكّر اي منا في تقديم هدية لشخص تربطنا به اكثر من علاقة عادية. السيد خميّس بن فرج اكبر الباعة سنا وهيبة بين محلات بيع الزهور في شارع الحبيب بورقيبة اجاب بكل بساطة عن تساؤلاتنا: «التونسي ما يهوّنش» اي لا يدفع ماله في مناسبة كهذه لغلاء سعر الوردة. وأضاف السيد نجيب التيقورتي (50 سنة) وهو صاحب محل آخر بأن سعر الوردة من عند الفلاح يتكلف بدينار والمواطن يريدها بنفس الثمن.. صحيح ان الورد يظل الهدية الاجمل في اي مناسبة لكن سعره المرتفع يجعله في متناول القادرين على الدفع... فقط. مناسبة عادية جدا العديد من المواطنين اكدوا انهم لا يحتفلون بحلول سنة جديدة... سهرة عادية في البيت ويوم عادي هذا ما جاء على لسان «مهدي» وهو موظف (30 سنة) الذي اضاف انه لا يهدي ولا يُهدى اليه... واضاف ان هناك مناسبات اهم قد يفكر فيها بشراء هدية. احمد (58 سنة) قال انه يحتفل مع العائلة في البيت وهو يتلقى عادة بطاقات تهنئة من الاصدقاء ومن العائلة... اما (منير) وهو تلميذ (18 سنة) فقال ان الهاتف المحمول هو المنفذ الوحيد للابتعاد عن الثراء والدفع، رسالة قصيرة ب 60 مليما عبر الهاتف للمعايدة والتهنئة تكفي. الاثمان منخفضة!! في محال بيع الهدايا في العاصمة... اكد احد الباعة ان اسعار الهدايا بالتفصيل في بلادنا من ارخص الاسعار بين عديد بلدان العالم نظرا لاشتداد المنافسة ووعي المواطن التونسي بذلك جعله يُقلّب ويختار ويناقش في الاسعار. وبالنسبة له فهو يفضل الزبون التونسي على الاجنبي ولكن عندما تكون احواله المادية منتعشة.. ويضيف ان الاقبال موجود... لكن الديون والشراء بالتقسيط والدروس الخصوصية للاطفال... لم تترك للهدية المكانة التي تستحقها في حياة المواطن التونسي. الاقبال الكبير وجدناه في محال بيع بطاقات التهنئة... الاسعار معقولة.. والصور جميلة ومعبّرة... وهي تفي بالحاجة وهو ما اكده الباعة الذين اضافوا ان الاقبال يزيد في مناسبة كهذه.. فالاثمان في المتناول وخدمة الكتابة على البطاقة التي يوفرها للحريف لكتابة ما يريد تجد اقبالا خاصا... وترضي رغبته في نوع الهدية التي يريد. الآراء بين محلات بيع الزهور والهدايا وبطاقات التهنئة تشابهت واحيانا اختلفت... ولكن الثابت ان المواطن التونسي تظل علاقته بالهدية متوترة في مناسبة كهذه خاصة عندما يكون عيد الاضحى هو المحطة القادمة «للشهرية».