القاهرة خاص ل»الشروق» من محمود عبد الحميد أكد زكي نجيب حافظ رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين الذي عاود استئناف نشاطه حاليا أن انتهاكات حقوق الإنسان العراقي على يد قوات الاحتلال صريحة جدا يراها العالم وموثقة ولكن يصعب محاكمة مرتكبيها حاليا وقال إن الاتحاد يقوم بجمع أدلة هذه الانتهاكات بحيث يتم تفعيلها عندما تتاح الفرصة مشيرا إلى أن وفدا من الاتحاد سيقوم بزيارة بعض الدول لعرض الصور والأفلام الموثقة لهذه الجرائم. وقال زكي الذي كان يشغل منصب رئيس جمعية حقوق الإنسان بالعراق (1969 1978) وساهم في تكوين المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببيروت عام 1973 أن مصعب الزرقاوي صناعة أمريكية مشيرا إلى أن أسرته أبلغته في الأردن أنه قتل قبل أربع سنوات، كما أكد أن أعمال الذبح وقتل الأبرياء مدسوسة على المقاومة. وأكد زكي في حوار له مع «الشروق» خلال توقفه المؤقت في القاهرة قادما من السودان أن قانون الانتخابات العراقي الذي وضعه الحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر باطل كما أن إجراء الانتخابات في ظل الاحتلال مستحيل ويفقدها النزاهة. *«الشروق» : ما هي أوضاع حقوق الإنسان العراقي كما ترصدونها حاليا ومنذ الاحتلال الأمريكي للعراق وتحت سلطة الحكومة المؤقتة وهل هناك بالفعل انتهاكات تستوجب المحاسبة وتدخل المنظمات الحقوقية العالمية؟ -بدون أدنى شك فقد ارتكبت قوات الاحتلال «التحالف» العديد من المخالفات للحقوق الأساسية للمواطن العراقي وأبسطها تلك الأساليب غير الإنسانية التي يتم اتباعها أثناء تفتيش المنازل وعند إجراءات التقاضي واستعمال القوة المفرطة في كل التعاملات مع العراقيين والجديد هنا أن تلك الانتهاكات أصبحت صريحة ويعلم بها العالم ويراها على الفضائيات. *«الشروق» وما هو موقف اتحاد الحقوقيين الذي ترأسونه من هذه الانتهاكات؟ -بداية يجب مراعاة أنه لا توجد دعاوى بهذا الشأن نظرا لقرار الحاكم العسكري السابق في العراق بول بريمر بعدم جواز إقامة دعاوى مدنية أو جنائية ضد الجنود الأمريكيين ورغم ذلك فتتحرك في الحدود المتاحة وكان للاتحاد الفضل في فضح انتهاكات سجن أبو غريب من خلال اللجان التي كنا نرسلها لمساعدة المعتقلين وأصدرنا بالفعل العديد من البيانات حولها كما طالبنا بعدها بتعويض المضارين أمام المحاكم المختصة. *«الشروق» وهل عدم وجود قناة لإقامة هذه الدعاوي ضد قوات الاحتلال سيجعل مرتكبيها يفلتون من العقاب، ولماذا لم يقم الاتحاد بالتضامن مع القضايا المرفوعة في الخارج بذلك الشأن أو توكيل محامين في لندن وواشنطن ليرفعها؟ -لقد قام الاتحاد بالعديد من الأنشطة في ذلك الصدد حيث ساعد في جمع الأدلة القانونية التي كتبت تلك الانتهاكات لتكون في مصلحة المواطنين عند إقامتهم دعاوى في المستقبل وتشمل هذه الأدلة عددا كبيرا من الصور والأفلام لهذه الاعتداءات سنوزعها على منظمات السلام وحقوق الإنسان العالمية كما سيطوف بها وفد من الاتحاد في عدد من دول العالم لجمع وحشد التأييد العالمي لإقامة الدعاوى ضد الاحتلال الأمريكي أما فيما يتعلق برفع قضايا من خلال محامين من جنسيات قوات الاحتلال فقد فكرنا في ذلك ولكن وقف أمامنا التمويل لأن ذلك يحتاج إلى مبالغ طائلة لا نستطيع توفيرها، كما لا يمكننا أيضا التدخل في الدعاوي التي تتم ضد الجنود المتهمين بارتكاب انتهاكات ضد العراقيين لأن هذه المحاكم كما نعلم عسكرية يعقدها الجيش الأمريكي وبالتالي لا يسمح للمحامين العراقيين بالعمل معه ونبذل مساعينا حاليا لتشكيل محكمة خاصة بحقوق الإنسان تتولى النظر في قضايا المواطنين الذين تعرضوا لانتهاك حقوقهم الأساسية. *«الشروق» وماذا عن العمليات المنتشرة حاليا من خلال تفجير الأبرياء وذبح الناس من العراقيين وغيرهم من الجنسيات؟ -لابد أن نعلم أن العراق به أكثر من 200 فصيل وجماعة سياسية ومقاومة ولا تخرج هذه العمليات عن جماعتين أو ثلاث وهي عمليات بالقطع مدسوسة على الشعب ا لعراقي وليست من المقاومة في شيء وهل إمكانات المقاومة تصل إلى ذلك الحد من التقنية من شرائط الفيديو ولا أستبعد أن يكون القائمون بهذه العمليات من الأمريكيين أو أتباعهم، خاصة وأن حدود العراق كانت مفتوحة أمامهم لارتكاب هذه الجرائم ثم التستر بعدها تحت عباءة المقاومة. *«الشروق» هناك تركيز شديد في هذه العمليات على جماعة أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة.. ما هو تقييمك لذلك؟ -«الزرقاوي» شخصية وهمية في العراق ولا وجود لها وعندما كنت في عمان قالت لي أسرته إنه قتل في إحدى العمليات قبل أربع سنوات أي قبل غزو العراق وبالتالي فأنا أرى أن الترويج لهذه الشخصية هو صناعة أمريكية من أجل تعبئة الرأي العام عالمي والأمريكي بأن هناك عدوا تحاربه وأن الإرهاب الذي تمثله القاعدة موجود في العراق، بالإضافة إلى إبعاد عقدة الذنب عن جرائهم في العراق وإسنادها إلى شخصية وهمية مثل الزرقاوي وأؤكد أن ذلك الزرقاوي لا دور له في المقاومة وإلا فكيف يكون موجودا في الأنبار والفلوجة والموصل وبغداد ويواصل عملياته ولا يتم العثور على أي خيط له ولا أستبعد أن يكون ذلك في إطار المحاولات الجادة التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لتفريغ العراق من فكرة القومية العربية وانتهاك وحدة العراق بزرع الفتن بين الطوائف على حساب تحرير العراق والمقاومة الوطنية وذلك من خلال تلك الأعمال التي تستهدف الكنائس أو تجمعات الطوائف. *«الشروق» كيف تنظرون إلى الانتخابات العراقية كمواطن وحقوقي عراقي؟ -هناك أمران أساسيان الأول أننا كاتحاد ضد قانون الانتخابات نفسه الذي وضعه بريمر لأنه يفتقد الأسس الصحيحة لإجراء انتخابات جادة تعبر عن إرادة الشعب العراقي والثاني أنه لا يمكن إجراء ا نتخابات حقيقية ونزيهة في ظل الاحتلال.