مثل مؤخرا بابتدائية باجة شاب كان اعتدى على شقيقه بمقص أظافر. وقد نال المتهم حكما بالسجن مدّة شهرين وتم إسعافه بتأجيل التنفيذ لكن المحاكمة أثارت نقاشا قانونيا حول ماهية مقص الأظافر وعلمنا من خلال مداولات الجلسة المنعقدة في الغرض أن الشاب الماثل أمام العدالة والبالغ من العمر قرابة 20 سنة هو أصيل إحدى معتمديات ولاية باجة، وإثر مناوشة كلامية جمعته بشقيقه على مرأى من والدتهما داخل البيت عمد المتهم إلى إصابة شقيقه على مستوى الشفة السفلى بواسطة مقصّ أظافر مما استوجب نقل المصاب على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقّي الإسعافات الضرورية وبموجب ذلك تم فتح محضر عدليّ في الغرض بأحد مراكز الأمن مرجع النظر وبعد التحرير على المتهم الذي اعترف بما نسب إليه أحيل على ممثّل النيابة العمومية ومنه على أنظار القضاة بالمحكمة الابتدائية بباجة لمقاضاته من أجل الاعتداء بالعنف الشديد وحمل ومسك سلاح أبيض دون رخصة وأثناء المحاكمة اعترف المتهم مجدّدا فسجّل القاضي ذلك وأحال الكلمة للسان الدفاع فركّز مرافعته على نقطتين كانت الأولى عدم تشكيكه في تهمة الاعتداء بالعنف الشديد وهو يطلب في الغرض التخفيف قدر الإمكان على منوّبه نظرا لصغر سنّ الأخير ونقاوة سوابقه وعلى أن الخلاف عائلي بالأساس مستدلاّ بكتب الإسقاط الصادر عن المتضرّر (شقيق المتهم). وأمّا الثانية والمتعلقة بتهمة حمل ومسك سلاح أبيض دون رخصة فقد طلب المحامي بخصوصها الحكم لمنوبه بعدم سماع الدعوى معتمدا في ذلك على التذكير بمجمل النصوص القانونية التي تضمنت تصنيفا للأسلحة البيضاء الواجب حملها ومسكها برخصة وقد أكد أن هذا التصنيف لا ينطبق على الأداة التي استعملها منوبه في مثل ظروف وملابسات الاعتداء الذي أقدم عليه ألا وهي مقصّ الأظافر. وفي ختام المداولات وإثر المفاوضة قضت المحكمة بسجن المتهم مدّة شهرين وإسعافه بتأجيل التنفيذ فيما يتعلّق بتهمة الاعتداء بالعنف الشديد وعدم سماع الدعوى في مازاد عن ذلك.