من المنتظر ان يشهد شهر مارس المقبل انعقاد مؤتمري حزبين معارضين هما الاتحاد الديمقراطي الوحدوي والحزب الاجتماعي التحرري رغم ان قيادتي الحزبين لم تؤكدا الى حد الآن بدقة وبصفة نهائية موعدي المؤتمرين وهو ما يجعل امكانية تأجيلهما واردة. الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أبدى تمكسه بعقد المؤتمر في النصف الثاني من شهر مارس مثلما حدده المجلس الوطني قبل الاخير المنعقد في الصائفة الماضية في طبرقة ووافق عليه المجلس الوطني المنعقد قبل أيام في العاصمة. ويرى بعض اعضاء قيادة الوحدوي ان موعد مارس يبدو قابلا للتأجيل ومرتبطا بمدى تقدم اعداد لوائح المؤتمر واتمام عمليات الهيكلة ببعث هياكل جديدة وتجديد الهياكل القديمة وضبط تراتب الاعداد المادي للمؤتمر وهو عمليات تتطلب وفاقا واتفاقا يستدعي بعض الوقت. استثنائي ويرجح ان ينعقد خلال بداية مارس مجلس وطني استثنائي ليضبط موعد المؤتمر النهائي او يؤجله بشهر ليتم في كل الحالات قبل الانتخابات البلدية التي يتوقع تنظيمها خلال شهر ماي القادم. ورغم الهدوء المسجل داخل الحزب خلال الفترة الاخيرة فإن عديد المؤشرات تؤكد ان الخلافات قد تبرز من جديد خلال المؤتمر في علاقة بالانتخابات وتواصلا مع ما حدث في أميلكار عند تصعيد السيد احمد الاينوبلي لمنصب الامين العام. ضبابية واذا كانت الامور في الوحدوي واضحة رغم كل مايقال عن الاختلافات التي تواصلت بعد الانتخابات، فإن الامور في التحرري تبدو ضبابية اذ لم تتم الاشارة الى عقد مجلس وطني تمهيدي أو الاعلان عن دخول في اعداد المؤتمر وتكوين لجان لصياغة اللوائح بل ان العكس هو الذي حصل بإعلان رئيس الحزب عن قائمة سيدخل بها المؤتمر استبعد منها الدكتور حسين الاحمر كاتب عام الحزب وأحد أكبر اطاراته وهو ما فتح على الحزب أبواب أزمة جديدة قد تخلق انشقاقا جديدا تحوّل الحزب الى ناد صغير او مجموعة من الاشخاص لا يلتقون الا لماما ولا ينشطون اطلاقا ولا يبرزون بالتالي في المشهد السياسي الوطني. وكلنا يذكر ان الحملة الانتخابية لرئيس الحزب عند ترشحه للانتخابات الرئاسية اقتصرت على اجتماع قصير بالانصار تلا فيه المترشح بيانا لم يتحدث فيه عن برامج الحزب المستقبلية ومواقفه واكتفى فيه ان الحزب سيعقد مؤتمرا وانه سيغيّر اسمه بإضافة صفة الديمقراطي اليه فكيف سينعقد مؤتمر التحرري ومن سيشارك فيه وأين سينعقد وماذا سيصدر عنه وهل تحدث قبله قرارات تأديبية ضد بعض رموزه. لا أحد يملك الاجابة غير رئيس الحزب الذي اكد في اكثر من مرة انه صاحب القرار الوحيد وان أغلب العناصر التي تعمل معه ا لآن شملها الطرد سابقا ومنها خاصة السيدين المنجي الخماسي وحسني الاحمر.