الاجتماع القادم للمكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي سينعقد نهاية هذا الأسبوع سيحمل في أجندته ملفات هامة قد تفضي معالجتها الى تصاعد بعض الخلافات الجديدة. وأشارت مصادر من داخل المكتب السياسي للوحدوي ل»الشروق» أن الحزب يمر ببعض الصعوبات الحقيقية وأن بعض التعطيل ما يزال يلاحق مسار إعداد المؤتمر في ظلّ رغبة البعض في تأخيره والإبقاء حاليا على نفس الوضعية دون تغيير برغم أن موعده قد تحدد منذ حوالي 6 أشهر وتحديدا منذ المجلس المركزي الذي احتضنته مدينة طبرقة يومي 16 و17 جويلية 2004، وهو الموعد الذي ثبته مجلس أميلكار في سبتمبر الفارط وطالب المجلس المركزي الأخير (18 و19 ديسمبر 2004) بضرورة الانطلاق في الاعداد الفعلي له بما يتطلبه من استعدادات مادية ومعنوية تقتضي تكوين لجان لبحث المسائل المتصلة بإتمام شروط المؤتمر من لوائح وتقارير مسبوقة بالتأكيد بتوضيح للهيكلة الحزبية والجامعات وضبط للنيابات المخول لها المشاركة مع طبيعة الضيوف الذين سيتم استدعاؤهم بالمناسبة. علما أن المجلس المركزي للوحدوي قد أقرّ منذ فترة انعقاد المؤتمر في الأسبوع الأخير من شهر مارس القادم. نقصان البيان الأخير للحزب والذي لخّص أعمال المجلس المركزي الأخير سيكون محلّ إثارة من عدد من أعضاء المكتب السياسي الذين صرّحوا ل»الشروق» بأن البيان لم ينقل بالتفصيل كامل توصيات المجلس أعلى الهياكل الحزبية بين مؤتمرين وخاصة في ما يتعلق بضرورة الشروع في الاعداد للمؤتمر وفي تكوين اللجان المكلفة بذلك دون تأخير. وتدور أغلب التخمينات في كواليس الحزب حاليا عن سعي من قبل النافذين في الحزب لتعطيل سير الإعداد للمؤتمر بما يخدم مصالح البعض ويسدّ الباب أمام طموح آخرين في أخذ موقع ضمن قيادة الحزب. تقييم «نصّ البيان» الذي صدر بصفة متأخرة عن انعقاد المجلس المركزي والعلاقة بين العمل النيابي والعمل الحزبي وطبيعة التنسيق بين ممثلي الحزب في البرلمان ستكون من أهم النقاط التي سيتداسها «الوحدويون» نهاية الأسبوع وقد تفضي هذه النقاشات الى انفتاح سلسلة أخرى من الاختلافات. سيناريوهات الأمين العام السيد أحمد الاينوبلي قال ل»الشروق» أن موعد المؤتمر قد حُدّد للأسبوع الأخير من شهر مارس وقال ان اجتماع المكتب السياسي القادم سينظر في ترتيبات تكوين اللجان وأوضح أن المجلس المركزي القادم المقرر انعقاده بصفة عادية في بداية شهر مارس سيقوم بتقييم ما تمّ انجازه من تحضيرات للمؤتمر وإقرار ما إذا كان بالإمكان بحسب التطورات الحاصلة عقد المؤتمر في أجله المحدد أم لا. وحول عدم التنصيص في البيان الأخير على توصيات المجلس المركزي الأخير قال الاينوبلي إن ذلك أمر داخلي وأن البيان هو بيان عام وقال ان المجلس المركزي سيبقى على الدوام الجهة المحددة لكامل اختيارات الحزب الى حدود انعقاد المؤتمر. صراعات الصراعات التي عرفها «الوحدوي» في فترة سابقة بشكل علني ما تزال تلقي بظلالها على الحزب حيث ما تزال تدور في الكواليس عدة حسابات وأقوايل وإن كان التنافس حول قيادة الحزب قد خبا بعض الشيء بعد تصعيد الإينوبلي في سبتمبر الفارط فإن الحجم النضالي والحزبي والمكانة السياسية لعدد غير قليل من أعضاء المكتب السياسي لن ينهي الطموح خاصة وأن قائمة المترشحين للمنصب القيادي الأول في الحزب قد ضمّت في فترات سابقة أسماء مهمة من بينها بالخصوص: مصطفى اليحياوي والمنصف الشابي والمختار الجلالي، وتصبّ كل التحاليل في أن الأمين العام الحالي محاط بكم كبير من الأنظار وسيكون عقد المؤتمر من عدمه أولى الاختيارات التي قد يقتنصها منافسوه.