تمكنت المقاومة العراقية أمس من قتل عديد الجنود الأمريكيين في عملية نوعية قامت خلالها بتفخيخ أحد المنازل في مدينة الفلوجة، وفق ما ذكرته مصادر صحفية. وفي الفلوجة ذاته كشف عدد من الأهالي ممن سمح لهم بالعودة الى منازلهم مؤخرا ان المدينة قد تحولت الى جحيم حقيقي حيث المنازل تحولت الى مقابرجماعية فيما تنبعث رائحة الموت من كل مكان. ويحاول الجيش الامريكي هذه الايام اظهار نفسه وكأنه قد أحكم سيطرته فعلا على الفلوجة بعد المعارك الطاحنة التي خاضها مع المقاومة العراقية على امتداد الأسابيع الماضية. لكن الظاهر ان التقارير التي ترد من الفلوجة بين الحين والآخر تفند مثل هذا الادعاء وتؤكد ان المقاومة مازالت تقول كلمتها في هذه المعركة التي يبدو انها لم تنته بعد. عملية.. نوعية وفي هذا الاطار تحديدا واصلت المقاومة العراقية امس تصديها للقوات الأمريكية وشنت هجمات جديدة على «المارينز» مما أوقع خسائر فادحة في صفوفها. ووفقا لما ذكرته مصادر صحفية فإن عددا كبيرا من «المارينز» لقوا مصرعهم أمس اثر انفجار منزل مفخخ بالفلوجة. وقالت المصادر نقلا عن شهود عيان ان حوالي 24 جنديا أمريكيا قتلوا في هذه العملية النوعية التي وقعت في «حي الوحدة» وسط المدينة. وحسب المصادر ذاتها فإن المقاومة كانت قد زرعت نحو 500 كيلوغراما من المتفجرات داخل هذا المنزل الذي انفجر أثناء دخول هؤلاء الجنود اليه بعد ايهامهم بوجود مسلحين بداخله. مقابر... جماعية وتأتي هذه العملية في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الاهالي في العودة الى الفلوجة حيث أجمع العائدون على ان المدينة تحولت الى مقابر جماعية. وقال شاهد عيان في هذا الصدد ان حركة ونشاط الاهالي العائدين اقتصرت على انتشال الجثث. وأشار عدد من أهالي المدينة الذين تطوعوا الى العمل في مقبرة الشهداء القريبة من «حي الاندلس» الى أنهم دفنوا الاحد الماضي أكثر من 150 جثة مؤكدين ان قوافل جثث الشهداء لا تزال مستمرة. وأظهر شريط مصور لعمال يقومون بدفن القتلى في مقبرة الشهداء القريبة من «حي الاندلس» ان جميع الجثث قد حللت وان العمال يعانون من الرائحة التي تنبعث منها أثناء عملية الدفن. وقال احد مواطني المدينة ممن سمح لهم بالعودة الى المدينة «إن كل شيء في الفلوجة تحوّل الى أنقاض حيث الخراب والدمار شملا أغلب المنازل». ويقول صالح العاني من مستشفى الفلوجة العام من جهته إن عدد الجثث التي استخرجت من تحت الانقاض وصلت الى أكثر من ألف جثة فيما لا تزال الجهود مستمرة للبحث عن جثث أخرى. ويؤكد العاني ان الكثير من تلك الجثث قد تفحمت بسبب القصف الامريكي بالاسلحة المحرمة فيما أكدت مصادر طبية في مستشفى المدينة ان هناك جثثا أصيبت اصابات غامضة لم يتمكن الأطباء من تحديد نوع السلاح الذي استخدمه الجيش الامريكي في هذا القصف. وقد كانت اكثر القصص بشاعة التي يتداولها البعض من أهالي الفلوجة الذين تمكنوا من الدخول الى مدينتهم تلك القصص التي تتحدث عن التمثيل بالجثث حيث قال أحد أبناء المدينة انه تم انتشال عدد من الأصدقاء من تحت الانقاض تبين ان جثثهم قد تم التمثيل بها من قبل القوات الأمريكية. وأضاف المواطن الذي رفض الكشف عن اسمه «لقد تمكنا من انتشال جثة شخص كان مقيدا الى الخلف وطعنات سكين في بطنه ورأسه ومؤخرته بالاضافة الى طعنات أخرى في وجهه». وتابع قائلا : «لقد قام الامريكيون على ما يبدو بتقطيع أوصاله حيث وجدنا قدمه بالقرب منه كما وجدنا بعضا من اعضاء جسده قرب جثته...»