أكدت مصادر متطابقة أن الوضع في الفلوجة شهد تصعيدا جديدا بين المقاومة العراقية والقوات الأمريكية التي تعرضت لهجمات صاروخية أوقعت خسائر إضافية في صفوفها... وبالتزامن مع هذا التصعيد روى صحفي عراقي شهادات جديدة عن الفظاعات التي ارتكبتها القوات الأمريكية بالفلوجة مؤكدا ان «مدينة المآذن» لم يبق منها شيء سوى جثث متعفنة «تتناوب» الكلاب المسعورة على نهشها... وبيوت مهدّمة. وتتكتم القوات الأمريكية منذ فترة عن الادلاء بمعلومات حول تطورات الأوضاع في الفلوجة وتكتفي أحيانا ببعض «التسريبات» التي تتحدث عن مقتل جندي أمريكي أو عن مساع أمريكية لتصفية المدينة ممن يسميهم الجيش الأمريكي ب»المتمردين».. لكن أيا كانت هذه التسريبات فإن الواقع يقول أن المقاومة لا تزال تواصل عملياتها ضد «المارينز» الذين عجزوا عن تحقيق السيطرة على المدينة بالرغم من مرور أكثر من شهرين على اجتياحها. مواجهات... جديدة وبالأمس فقط اعترف الجيش الأمريكي بمصرع أحد جنوده في محافظة «الأنبار» التي تضم بالخصوص الفلوجة والرمادي في عملية جديدة للمقاومة العراقية. وأكدت مصادر صحفية ان الفلوجة شهدت منذ أمس الأول تصعيدا كبيرا ضد القوات الأمريكية التي تعرضت لسلسلة هجمات شنتها المقاومة العراقية ضدّ أهداف أمريكية. وقال شهود عيان ان اربعة انفجارات عنيفة هزت أمس الأول التجمعات الأمريكية شمال الفلوجة حيث شوهدت أعمدة من الدخان تتصاعد من مكان الانفجارات كما شوهدت حركة «غير عادية» في الطائرات الأمريكية الخاصة بنقل الجرحى والقتلى. وذكر الشهود ذاتهم ان المقاومة شنت أيضا هجمات صاروخية على قاعدة أمريكية شرق الفلوجة أمس الأول دون أن تعرف حجم الخسائر في صفوف القوات الأمريكية بسبب هذه الهجمات.. وتحدثت تقارير غير مؤكدة أمس عن قصف جديد شنته الطائرات الحربية الأمريكية صباح أمس على مناطق في حي الشهداء والجيل بمدينة الفلوجة. وذكرت التقارير ان القوات الأمريكية استخدمت القنابل العنقودية في هذا القصف الذي قالت إنه أوقع عديد القتلى والجرحى من المدنيين العراقيين. جثث... وموت... ودمار وفي ضوء استمرار المواجهات بين الأمريكان والمقاومة في الفلوجة أكدت شهادات جديدة أن المدينة تحوّلت إلى «مدينة أشباح ودمار» بعد نحو شهرين من الاجتياح الأمريكي. وحسب رواية الصحفي العراقي علي فاضل الذي يعمل مع وحدة الأفلام في صحيفة «الغارديان» البريطانية فإن كل شيء دمر في الفلوجة ولم تبق غير الجثث المتعفنة التي تنهش الكلاب المسعورة ما بقي منها. وكتب علي فاضل في الصحيفة مقالا له أشار فيه إلى أن المدينة دمرت بشكل كامل مضيفا «لقد كانت الفلوجة مدينة حديثة أما الآن فلم يبق منها شيء حيث قضينا اليوم الأول بين الانقاض في ما كان يعرف بمركز المدينة ولم أر أية بناية صالحة للسكن». وفي لقاءات أجراها مع قادة مقاومة ومقاتلين في الفلوجة أكد المقاومون تحديهم للرواية الرسمية الأمريكية والعراقية بأن العملية انتهت بانتصار كاسح لصالح القوات الأمريكية. وقال بعض من قادة المقاومة إن معظم المقاومين غادروا المدينة في عملية انسحاب مسبقة. وفي بناية قرب احدى المقابر في الفلوجة التي تحولت إلى «مقربة جماعية» عثر الصحفي العراقي على جثة مقاتل بلا أطراف. وأشار الصحفي العراقي إلى أن رائحة الموت لا تزال «حية» وتنبعث من الأجساد الملقاة في الشوارع والبيوت لافتا إلى أن الكثير من السكان الذين قابلهم أعربوا له عن غضبهم حيال الفظاعات الأمريكيةبالمدينة. وروى علي فاضل كيف أن امرأة عراقية دعته إلى بيتها وكشفت له الشعارات البذيئة التي خلفها «المارينز» وراءهم في المدينة.