كشفت مصادر طبية في الفلوجة أن فرق الطوارىء في مستشفى المدينة انتشلت في الأيام القليلة الماضية 700 جثة كانت مدفونة تحت الأنقاض أو ملقاة في الحدائق وفي الأزقة والشوارع العامة... وقال الطبيب ثامر صالح العاني، مسؤول قسم الوفيات في مستشفى الفلوجة العام أن من بين الجثامين ال700 هناك 504 جثث تعود إلى أطفال وشيوخ ونساء من أهالي المدينة استشهدوا بنيران القوات الأمريكية وهم في بيوتهم وأشار ثامر صالح العاني إلى أن الأمريكان كانوا يستهدفون منازل المواطنين رغم علمهم بأن هناك المئات منهم لم تسعفهم الفرصة لمغادرة المدينة فلزموا بيوتهم... وأضاف ان ما يؤكد ذلك أن البيوت المهدمة قد تعرضت الى عدد من القنابل والصواريخ وتم قصفها في أكثر من مرة بهدف القضاء على جميع من كانوا فيها. وأفاد الطبيب العراقي أن عددا من الضحايا استشهدوا على نحو بشع ومروّع حيث تم احراق أجسادهم بمواد كيمياوية حارقة مما تسبب في تشوهات في أجزاء كثيرة من الجثث فيما تعرض آخرون الى الطعن بالحراب حيث عثرت الفرق الطبية على جثة امرأة مطعونة في فخذها وصدرها ورأسها مما لا يدع مجالا للشك في أنها قتلت عمدا مع اصرار قاتليها على التمثيل بجثتها... وأكد العاني أن حصيلة الشهداء من أهالي الفلوجة ما زالت في ازدياد مستمر بسبب عدم تمكن الجهات الطبية من رفع جميع الأنقاض التي ربما يكون قد دفن تحتها المزيد من الجثث. وأوضح أن المئات من بيوت الفلوجة قد تحولت الى أنقاض بسبب القصف الأمريكي حتى أنه لا أحد يعلم عدد المواطنين الذين قتلوا في المدينة والذين ما تزال جثثهم مدفونة تحت أنقاض بيوتهم المهدمة... وتؤكد هذه الرواية في الواقع ما كان قد تناقله عدد من أهالي المدينة الذين سمح لهم بالعودة الى مدينتهم والذين أجمعوا على أن الوضع الإنساني في الفلوجة أصبح رهيبا بعد نحو شهرين من الاجتياح الأمريكي في الثامن من نوفمبر الماضي... اجراءات... تعسفية وكانت شهادات متطابقة قد أكدت في السابق أن المدينة تحولت إلى جحيم حقيقي حيث البيوت تحولت إلى أطلال وحيث الجثث تنتشر في كل مكان من المدينة... وقال عدد من الأهالي أمس أن القوات الأمريكية لا تزال «تتلكأ» في السماح للمواطنين بالعودة الى مدينتهم. وذكر الأهالي أن طوابير من المواطنين يجبرون على الوقوف عند البوابات الغربية من مدينتهم منذ ساعات الصباح الأولى وحتى غروب الشمس للحصول على اذن من الأمريكان بالعودة إلى مدينتهم ويخضعون الى تفتيش دقيق من قبل القوات الأمريكية والعراقية... لكن بعضا من الأهالي الذين سمح لهم بالدخول أكدوا أنهم ما إن دخلوا المدينة وشاهدوا بيوتهم وقد تحولت الى أكوام من التراب والاسمنت حتى عادوا أدراجهم بحثا عن مأوى أو ملجإ يضمن لهم سقفا يؤويهم من العراء ويحميهم من برد الشتاء القارس...