أكد قادة عسكريون في سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق صحة التقارير التي تقول بأن أكثر من 95 بالمائة من عمليات المقاومة العراقية يقوم بها وطنيون عراقيون موالون لنظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال قائد الفرقة العسكرية الأمريكية 82 المحمولة جوا، التي تتولى مراقبة حدود العراق الغربية مع سوريا والأردن والسعودية، الجنرال تشارلس سواناك أن قواته ضبطت بضعة أفراد من «المتسللين الأجانب» القادمين من هذه الدول إلى الأراضي العراقية لمهاجمة قوات الاحتلال الأمريكي وحلفائه. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز قوله «أريد التأكيد على أن معظم الهجمات على قواتنا يقوم بها موالون للنظام السابق وعراقيون آخرون، وليس قوات أجنبية». وقد شاطره في هذا الرأي قائد الفرقة العسكرية الأمريكية 101 المحمولة جوا التي تراقب الحدود العراقية مع إيران وتركيا وأجزاء من الحدود السورية الجنرال ديفيد بتراوس الذي أبلغ أحد أعضاء مجلس الحكم المعين في العراق يوم الاثنين الماضي أنه منذ شهر ماي الماضي قامت قواته باعتقال نحو 20 من المقاتلين الأجانب أثناء محاولة تسللهم إلى العراق من الدول الثلاثة. وتتناقض هذه التصريحات بشكل واضح مع التقديرات التي يقدمها الرئيس الأمريكي جورج بوش وكبار مساعديه الذين يضخمون من حجم مشاركة غير العراقيين في عمليات المقاومة، حيث بلغت أعداد هؤلاء وفق تصريحات المسؤولين الأمريكيين إلى ما يتراوح ما بين ألف وثلاثة آلاف مقاتل. بل إن البيت الأبيض أكد على مواصلة دخول المقاتلين غير العراقيين إلى العراق وأنهم وراء الكثير من عمليات المقاومة في مسعى لربط الحرب الأمريكية على العراق بالحملة على ما تسميه واشنطن «الإرهاب». وقد جاءت تصريحات القادة العسكريين الأمريكيين في العراق متزامنة مع تقرير للمخابرات الأمريكية يجري تداوله في أوساط صناع القرار في واشنطن، يقدم صورة قاتمة للوضع العسكري المتدهور في العراق، إلى جانب تقرير آخر أعده الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أنتوني كوردسمان، يستند على معلومات قدمها الحاكم الإداري-العسكري في العراق بول بريمر والقادة العسكريون لقوات الاحتلال الأمريكي وضباط استخبارات أمريكيون، حيث يؤكد التقرير أن الهجمات ضد قوات الاحتلال الأمريكي لن تتوقف في المستقبل المنظور. واتهم كوردسمان حكومة بوش بتهيئة الأجواء «لهزيمة بتجاهل الأخطار وإطلاق تصريحات وخطابات استفزازية ومتطرفة وتقليل التكاليف الدولية الحقيقية والمخاطر.» ونقل التقرير عن بريمر قوله أنه لا يوجد دليل على دور مباشر للقاعدة وأنه شعر بأن عمليات التفجير «الانتحارية» نفذتها عناصر غير عراقية، لكنه أوضح بأنه لا يمتلك «معلومات استخبارية دامغة لتأكيد وجود أجانب.» ويقول التقرير أن رجال المقاومة العراقية قد استوعبوا جيدا درس إسقاط طائرة الهيلوكوبتر من طراز بلاك هوك في مقديشو الصومالية قبل نحو عشر سنوات مما أسفر وقتها عن جرّ جثث الجنود الأمريكيين في شوارع العاصمة الصومالية أدت إلى إسراع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون بسحب القوات الأمريكية من الصومال. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن حركة المقاومة العراقية تتمتع بقدرة مالية كبيرة تبلغ نحو مليار دولار إلى جانب ما تزعمه واشنطن بوجود ثلاثة مليارات دولار في سوريا، وأنه يتم دفع ما بين 25 و500 دولار لقاء كل هجوم على قوات الاحتلال الأمريكي. وقال المستشار العام السابق لوزارة المالية الأمريكية ديفيد أوفهاوزر، الذي استقال قبل نحو أسبوعين أن «هناك مبالغ كبيرة من المال تتدفق على البلاد لمساندة الثورة» في العراق ضد الاحتلال وأضاف في تصريح نقلته وكالة رويترز «إيران مسؤولة عن التمويل هناك، وسوريا مسؤولة عن التمويل وعن الثروة المخفية لصدام حسين وحلفائه، وفشلنا في العثور عليها».