تتزايد كلفة وأعباء الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على العراق، حيث تشير الميزانية الإضافية التي طلبها البيت الأبيض لتغطية كلفة نشر قوات احتلال إضافية وعربات عسكرية مدرعة جديدة في العراق إلى جانب تغييرات أخرى لمواجهة المقاومة العراقية، أن الزيادة قد تبلغ نحو 25 بالمائة للعام المالي 2005، لتزيد الكلفة الإجمالية لحرب الاحتلال الأمريكي على العراق منذ مارس 2003 إلى 200 مليار دولار. ويتوقع خبراء أمريكيون أن يوافق الكونغرس الأمريكي على ميزانية الحرب التي طلبها بوش، غير أن النسبة الحالية للإنفاق هي أعلى بكثير مما تنبأت به حكومة بوش التي يسيطر عليها المحافظون الجدد قبل اتخاذهم قرار غزو واحتلال العراق، وربما تؤدي إلى التأثير سلبا على أولويات الإنفاق الحكومية الأخرى. ويقول ستيفن كوسياك، مدير دراسات الميزانية في مركز تقديرات الاستراتيجية والميزانية بواشنطن إن «هذه التكاليف سواء بشكل واضح أو ضمني ربما ستدخل في بقية ميزانية الدفاع». وكانت معظم تقديرات الحكومة الأمريكية والكونغرس لتكاليف الحرب على العراق للعام المقبل تتراوح ما بين 60 70 مليار دولار. ولكن هذا الرقم ارتفع كثيرا. حيث يخطط البيت الأبيض إلى طلب 80 مليار دولار كاعتمادات إضافية لتمويل العمليات الحربية في العراق للعام المقبل. ويقول مدير مكتب الميزانية في الكونغرس دوغلاس هولتز-إكين أن الثمانين مليار دولار تضاف إلى 25 مليار دولار كان الكونغرس خصصها كجزء من قانون الاعتمادات العسكرية العامة لتغطية تكاليف الحرب على العراق حتى نهاية العام الجاري. ويضيف هولتز-إيكن إن زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 150 ألف جندي هو أحد أسباب زيادة كلفة الحرب، فيما قد يكون الإبقاء على المعدات العسكرية تعمل في صحراء العراق هو سبب آخر. وتعترف وزارة الدفاع (البنتاغون) أن التكتيكات التي يستخدمها رجال المقاومة العراقية في عملياتهم ضد قوات الاحتلال الأمريكي خاصة التفجيرات «الانتحارية» وألغام الطرق قد تسببت في تدمير العشرات من السيارات غير المدرعة التي تستخدمها وتؤدي إلى مقتل وجرح الجنود الأمريكيين تدفعها إلى ضرورة تدريع تلك السيارات من طراز همفري. والخطط الحالية بهذا الشأن تدعو إلى تدريع 35 ألف سيارة وقال الجنرال ستيفن سبيكس، نائب القائد العام للعمليات في الجيش الأمريكي الثالث في مؤتمر صحفي في البنتاغون يوم الأربعاء أن 60 بالمائة من تلك السيارات قد تلقت الحماية المعدنية الإضافية والتي تصل كلفتها إلى أربعة مليارات دولار. ويقول الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنتوني كوردسمان إن كلفة الحرب الأمريكية على العراق قد تصل مع نهاية العام الجاري إلى 128 مليار دولار، وهذا الرقم لا يشمل تكاليف الصيانة الأساسية وإعادة نشر المعدات المدمرة والتكاليف الخاصة بتجنيد المزيد من الجنود وإعادة تدريب الجنود الأمريكيين الذين تم نشرهم في العراق. ويرى كوردسمان أنه خلال العام المقبل فإن الكلفة الإجمالية ستبلغ نحو 232 مليار دولار فيما قد تزيد كلفة الحرب حتى عام 2007 عن 316 مليار دولار.