أثارت الأمطار الأخيرة حيرة وقلقا في صفوف الفلاحين سواء الذين زرعوا أراضيهم بالحبوب ونسبتهم 80 أو الذين تأخروا في عملية الزرع. سبب هذه الحيرة أن الشريحة الأولى تخشى تلاشي وفساد النبتة نظرا لصغر حجمها واندثارها بسبب المياه الراكدة إضافة إلى هيجان النباتات الطفيلية. وتخشى الشريحة الثانية مزيد التأخر عن صابة هذا العام التي تكون ذات جودة منخفضة كلما تأخرت عملية الزرع. وفيما يشكو فلاحو الزراعات الكبرى خوفا من غزارة الأمطار في هذه الفترة بالذات استبشر فلاحو الأشجار المثمرة ذلك أن هذه الأمطار ستجعل الموسم القادم على أفضل حال والشيء نفسه بالنسبة لزارعي الخضروات. حرصا على الحفاظ على موسم فلاحي جيّد ضبطت الهياكل الفلاحية المعنية برنامجا لمتابعة الموسم الفلاحي عن قرب من خلال الاتصال بالفلاحين وتنبيههم إلى ضرورة الشروع في المداواة بالنسبة للذين زرعوا أراضيهم وذلك لهدف التخفيض من نسبة الأعشاب الطفيلية عن طريق تقديم مادة الأزوط. وعموما أصبح الفلاح التونسي عن طريق هياكل الإرشاد والملتقيات التحسيسية المتواصلة قادرا على التعامل مع الأرض وعملية الزرع والمداواة وهذا ما يدعو الهياكل المعنية إلى مزيد تفعيل البرامج التحسيسية والإرشاد ومدّ يد المساعدة في ا لإبان في حالات الخوف والحيرة.