بقرار من رئيس الدولة دأبت وزارة الدفاع الوطني على تنظيم سلسلة من زيارات الاتصال والتفقد للإطلاع على سير عمل الوحدة العسكرية العاملة في جمهورية الونغو الديمقراطية ومعرفة ظروف حياة الأفراد وأداء مهمّتهم في المساهمة في تحقيق السلم بالعاصمة كنشاسا. وقد رافق مندوب «الشروق» آخر بعثة اتصال وتفقّد الى الكونغو في الفترة من 15 الى 18 نوفمبر الحالي والتي شارك فيها عدد من الاعلاميين الى جانب ثلة من اطارات ومسؤولي الوزارة. أبانت زيارة الاتصال والتفقد رقم 12 للعسكريين التونسيين العاملين في الكونغو عن حجم ما حقّقته الكفاءات التونسية من نجاح باهر في ظروف جدّ صعبة ومتّصفة بالتعقيد. وقد أشار السيد رشيد عمار آمر اللواء رئيس أركان جيش البر (رئيس البعثة) أن التجربة العسكرية في الكونغو قد أوضحت بما لا يدع مجالا للشك خصوصية المدرسة التونسية التي تتالت نجاحاتها في عدة ميادين ومجالات وقال السيد رشيد عمّار خلال اتّصاله بأفراد البعثة التونسية في الكونغو. هذه الصورة الحقيقية للتونسي المتميّز والناجح على الدوام وحيثما كان.. وقد وقف السيد رشيد عمار والوفد المرافق له من خلال الاتصال مع عدد من ممثلي البعثة الأممية والمسؤولين الكونغوليين على حجم الاحترام الذي يحظى به العسكريون التونسيون والثقة الكبيرة الموضوعة فيهم من كل الأطراف بفضل ما حقّقوه من نجاحات في كل المهام التي أوكلت اليهم. وكان آمر اللواء رئيس أركان جيش البر قد التقى: السيد وليام سوينغ: الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد جون بيار أونديكان وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية لجمهورية الكونغو الديمقراطية. السيد أميراد لوانا : رئيس الأركان العامة للجيش الكنغولي. وهدفت هذه الاتصالات الى الاطلاع عن كثب على جملة الظروف المحيطة بالبعثة العسكرية التونسية في الكونغو وتوفير ممهدات النجاح الدائم لها وإحاطتها بعوامل الرعاية والتأطير اللازمة. مؤازرة واطلاع واطلع السيد رشيد عمار على ظروف حياة العسكريين التونسيين من خلال زيارات تفقّد الى أجنحة الاقامة والمطعم وبقية المرافق الخدماتية بالاضافة الى معاينات ميدانية لأماكن العمل المباشرة في أبرز المواقع داخل العاصمة كنشاسا. وقد عاينت «الشروق» حسن إقامة ضباط الصف ورجال الجيش والنوعية الجيّدة للأكلة المقدّمة بما توفّره الأممالمتحدة من مواد غذائية وتموينية جيّدة متأتية عن طريق طلب عروض دولي يُخصص مبلغ 5.74 دولار يوميا لكل فرد، كما أن الأدواش ودورات المياه متوفرة بالاضافة الى وجود غسالة على ذمة كل الأفراد. كما تتوفر بمقر الاقامة أجهزة تلفزة وأجهزة فيديو وأشرطة وملعب صغير لكرة القدم وآخر للكرة الطائرة الى جانب طاولات لكرة الطاولة. كما تنظم قيادة الوحدة للأفراد رحلات ترفيهية كل يوم أحد. رعاية صحية بالغة كما يتوفّر للوحدة نظام صحي متميّز ينطلق من تونس تحت اشراف الدكتور محمد غيولة (مقدم طبيب) حيث يخضع المترشح للمشاركة في البعثة الى جملة من الفحوصات والتحاليل الطبية وعدد من التلاقيح وينتهي في كنشاسا تحت اشراف الرائد الطبيب طارق العرفاوي الذي يباشر المسائل الصحية رفقة 2 أطباء و5 فنيين سامين و4 ممرّضين ويتركّز بالقسم الصحي للوحدة مكتب للطبيب وصيدلية وقاعة علاج وقاعة إنعاش وقتي، وكان الرائد العرفاوي قد أشار في العرض الذي قُدّم لأفراد بعثة الاتصال والتفقّد الى أن جميع أفراد الوحدة العسكرية التونسية في صحة جيّدة برغم الوضع الصحي المتدهور في كنشاسا حيث الأمراض والأوبئة الفتاكة وقال: «لم نشهد أية حالة لمرض السيدا وعاينّا 3 حالات فقط لمصابين بالملاريا تمّت معاجتها في الابان دون أية مضاعفات». ويخضع أفراد الوحدة الى برامج تثقيف صحي دوري والى رعاية شاملة وتوعية مستمرة. ويذكر أن ال 53 دولة المشاركة في المهمة الأممية في الكونغو قد أقرّت اعتماد البروتوكول الصحي التونسي الذي أثبت نجاعته وفاعليته. تنويه وجدّية وكان آمر اللواء رئيس أركان جيش البر قد أشار الى أن الهدف الرئيسي الذي ترمي اليه البعثة العسكرية الى الكونغو هو المساهمة بفاعلية في إعانة هذا البلد من أجل أن يتحقق له الأمن والسلم، ونوّه بما يقدّمه جميع أفرادها من مجهودات قصد المحافظة على الصورة النيّرة التي يحظى بها التونسي على المستوى الدولي وقال: «نجاح الوحدة العسكرية في تنفيذ ما أوكل اليها من مهام ستكون له انعكاسات جيّدة على مستوى التعاون بين تونس والكونغو في قادم السنوات».