كشفت منظمة امريكية امس ان الاشهر الستة الماضية كانت الأصعب على جيش الاحتلال الامريكي في العراق بفقدان ما يزيد عن 500 جندي منذ عملية ما سمي بنقل السلطة الى العراقيين في موفى جوان الماضي اي بمعدل 84 جنديا في الشهر. وحسب الارقام التي اوردتها منظمة «ايراك كواليشين كاجيالتي كونت» فقد تكبد الجيش الامريكي اكبر خسائر له منذ بدء الغزو خلال شهر نوفمبر الماضي بسقوط 141 عسكريا معظمهم خلال العملية التي اطلقها جيش الاحتلال ضد مدينة الفلوجة غرب بغداد حيث واجهت عناصر «المارينز» اعنف معارك شوارع لها بشهادة ضباط كبار في جيش الاحتلال. وفي شهر ديسمبر المنقضي لقي ما لا يقل عن 75 جنديا امريكيا مصرعهم من بينهم 14 جنديا في عملية جريئة للمقاومة استهدفت قاعدة عسكرية امريكية في مدينة الموصل شمال العراق حين كان جنود الاحتلال بصدد تناول الغداء. واوقعت تلك العملية عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف الامريكيين والعراقيين الذين يعملون معهم في تلك القاعدة. واقرّ جيش الاحتلال الامريكي في وقت سابق عقب تلك العملية بسقوط 22 من عناصره قبل ان يتراجع ويعلن ان الحصيلة النهائية لم تتعد 14 قتيلا. وفي اكتوبر الماضي بلغت الخسائر الامريكية 67 قتيلا بين الجنود فيما شهد شهر سبتمبر مقتل 87 جنديا وشهد شهر اوت مقتل 75 جنديا وقد شنّ جيش الاحتلال الامريكي انذاك هجوما عسكريا واسعا على مدينة النجف للقضاء على ثورة انصار الصدر. اما شهر جويلية فسجل مقتل 58 جنديا امريكيا. وتأخذ هذه الارقام في الاعتبار الجنود المقتولين خلال معارك مع المقاومة والجنود الذين لقوا حتفهم في حوادث اخرى متفرقة. وقد ارتفعت الخسائر في صفوف جيش الاحتلال الامريكي في النصف الثاني من العام المنقضي قياسا بالنصف الاول الذي شهد مقتل 401 جندي. وتأتي هذه الخسائر بعد عملية ما سمي بنقل السلطة الى الحكومة العراقية المنصبّة برئاسة اياد علاوي نهاية جوان الماضي. وكانت سلطات الاحتلال الامريكي تأمل في ذلك الوقت في ان يسهم نقل السلطة المزعوم في الحدّ مما وصفته بأعمال العنف، لكن المقاومة العراقية اسقطت الحسابات الامريكية وصارت اكثر تنظيما وأشد شراسة، حتى ان اجراء الانتخابات المرتقبة موفى هذا الشهر اصبح امرا مشكوكا فيه بسبب انعدام الظروف الامنية الملائمة لذلك.