قتل أمس ما لا يقل عن 35 شخصا وجرح نحو 140 معظمهم من المترشحين للانضمام الى الجيش العراقي الجديد، في هجوم مدمّر بواسطة سيارة مفخخة على مركز تجنيد في بغداد. وجاء التفجير الجديد في سياق انفجار أمني شامل ومتزامن مع عمليات جريئة للمقاومة العراقية التي قتلت مزيدا من جنود الاحتلال. وكان التفجير الذي استهدف ذات المركز الذي تعرض يوم 11 فيفري الماضي لهجوم مدمر اوقع 47 قتيلا وعشرات الجرحى من المجندين الجدد، احدث حلقة في سلسلة التفجيرات التي تصاعدت وتيرتها مع اقتراب موعد «نقل السلطة» الى الحكومة المؤقتة التي يرأسها اياد علاوي. هجوم مدمر وقبل اقل من اسبوعين من حلول هذا الموعد، شهدت بغداد امس عملية تفجير اخرى ضخمة اوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المجندين الجدد والعسكريين القدامى الذين كانوا ينتظرون الاعلان عن اسمائهم للخضوع لفحص طبي. وبينما كان الحشد الكبير من المرشحين للالتحاق بالجيش الجديد ينتظر امام المركز الذي يقع على مقربة من مطار «المثنى» (العسكري) غير بعيد عن المقر العام لسلطة الاحتلال في مجمع القصور الرئاسية، اندفعت سيارة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات والقذائف وانفجرت وسط المنتظرين مما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى وتدمير عديد السيارات. وحسب ضابط في الشرطة العراقية فقد كانت يدا سائق السيارة الملغومة موثوقتين بالمقود. ووفق حصيلة اعلنتها وزارة الصحة العراقية فقد قتل في الهجوم 35 شخصا بينما جرح 138 اخرون في حين اشارت حصيلة اعدتها ثلاثة مستشفيات في بغداد الى مصرع 32 شخصا فقط وجرح 127. وبصرف النظر عن مدى دقة الارقام فقد كان التفجير مدمّرا باعتبار ضخامة كمية المتفجرات المستخدمة. وأدّت قوة الانفجار الى تطاير اجساد الضحايا وتناثر الاشلاء لعشرات الامتار. وخلف الانفجار حالة من الفوضى الكبيرة على الرغم من وصول فرق الانقاذ التي ساعدت في نقل الجرحى الى المستشفيات. وحسب احد المترشحين للانضمام الى الجيش العراقي الجديد، كان هناك رجل يراقب الحشد بشكل مريب ثم اختفى تماما قبل قليل من حدوث الانفجار. وفي مسرح العملية لم يتبق من السيارة سوى المقود وجزء من المحرك وبعض حطام هيكلها المتفحم. وانفجرت امس سيارة مفخخة ثانية في بلدة «يثرب» شمالي بغداد مما ادى الى مقتل 6 من افراد قوة الدفاع المدني العراقية (شبه العسكرية) وجرح 4 آخرون وفق ما قاله الجيش الامريكي. مقاومة في كل مكان وجاء الهجوم المدمّر على مركز التجنيد التابع للجيش العراقي الجديد (الذي امر بانشائه رئيس سلطة الاحتلال بول بريمر بعد حل الجيش السابق)، غداة هجوم كبير للمقاومة العراقية على قاعدة امريكية في محيط مدينة بلد (75 كيلومترا شمالي بغداد). وأوقع الهجوم حسب اخر حصيلة امريكية 3 قتلى امريكيين و25 جريحا من بينهم 8 عسكريين واجنبيان يعملان في القاعدة. وفي بغداد كان المقر العام لسلطة الاحتلال في المجمع الرئاسي السابق قد تعرض الليلة قبل الماضية لقصف بواسطة القذائف الصاروخية ومدفعية الهاون. واطلقت صفارات الانذار داخل مقر سلطة الاحتلال وهو ما يعقبه عادة احتماء الامريكيين والاجانب الموجودين داخل هذا المقر في الملاجئ. والى الجنوب من بغداد وتحديدا في منطقة «الصويرة» لقي امس جندي مجري مصرعه في تفجير عبوة ناسفة لدى مرور قافلة مجرية كانت قد غادرت قاعدتها في مدينة الحلة وكانت متوجهة الى قاعدة اوكرانية في بغداد. وحسب وزير الدفاع المجري فإن الجندي القتيل هو اول عسكري مجري يلقى مصرعه في العراق. وفي منطقة العمارة جنوب شرقي العراق هاجم مقاومون الليلة قبل الماضية اهدافا بريطانية بواسطة مدفعية الهاون. واشارت امس الشرطة العراقية الى ان المواقع والقواعد البريطانية تعرضت لخمس عمليات قصف متتابعة وقالت ان المهاجمين من جيش المهدي.