تواصلت عمليات المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأجنبي في مختلف مناطق البلاد موقعة قتلى وجرحى في صفوف الأمريكيين والايطاليين على وجه الخصوص... واعترف الجيش الأمريكي في هذا السياق بالتصعيد الكبير من جانب المقاومة مشيرا الى أنه يتعرض لنحو 50 هجوما كل يوم. وشهدت نهاية الأسبوع الماضي اشتباكات بين المقاومة العراقية وقوات الاحتلال في المناطق السنية كما في المناطق الشيعية حيث يتواصل القتال بين جيش المهدي من جهة والأمريكيين والقوات الأجنبية التي تدعمهم في الناصرية وكربلاء... وفي هاتين المدينتين تحديدا سقط عشرات الشهداء العراقيين حسب سلطة الاحتلال. **مقاومة موحدة ضد الغزاة وأعلن أمس متحدث باسم جيش الاحتلال الأمريكي أن أحد جنوده لقي مصرعه أول أمس الأحد في اشتباك مع رجال المقاومة جنوبي بغداد. وجرح جنديان آخران في هذا الاشتباك الذي لم تحدد القوات الأمريكية أين حدث بالتحديد. وفي نهاية الأسبوع أيضا كان عسكري أمريكي آخر قد لقي مصرعه اثر انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليات مدرعة وسط بغداد. وأعلنت أمس وزارة الدفاع الايطالية أن أحد الجنود الايطاليين الستة الذين أصيبوا مساء الأحد في القتال مع جيش المهدي في الناصرية جنوبي العراق توفي الليلة قبل الماضية متأثرا بجروحه الخطيرة. وكانت القوات الايطالية قد اضطرت أول أمس الى الانسحاب من أحد مواقعها على أحد أهم الجسور في المدينة بسبب شراسة القتال. وأكدت مصادر عراقية أن المعارك التي وقعت أول أمس في الناصرية والتي أسفرت ايضا عن استشهاد عراقيين وجرح 14 على الأقل كانت الأعنف التي تشهدها المدينة منذ اندلع القتال فيها قبل أيام. وأجبرت حدة القتال القوات الايطالية على اخلاء مقر سلطة الاحتلال في المدينة ونقل عشرات العاملين فيه وكذلك الصحفيين الى قاعدة عسكرية تقع خارج الناصرية. وقد عاد الهدوء صباح أمس الى المدينة حيث ظل فيها التوتر على أشدّه مما ينذر باندلاع صدامات أكثر ضراوة. وادعى أمس متحدث باسم قوات الاحتلال الأمريكية في بغداد أن حوالي 20 من عناصر جيش المهدي قتلوا عندما قصفت مقاتلة أمريكية خمس شاحنات كانت بصدد تحميل وتفريغ الذخيرة. وحسب حصيلة أخيرة قدمتها مصادر طبية عراقية وأخرى ايطالية فقد استشهد 16 عراقيا مقابل مصرع جندي ايطالي وجرح 7 آخرين. وكانت كربلاء قد شهدت بدورها خلال نهاية الأسبوع الماضي قتالا عنيفا بين المقاتلين المؤيدين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وبين القوات الأمريكية وحلفائها. وحسب مصادر طبية فقد سقط الليلة قبل الماضية شهداء من جيش المهدي وجرح أكثر من 30 آخرين. وذكرت مصادر عراقية أن المروحيات الأمريكية شاركت الليلة قبل الماضية في قصف وسط المدينة فيما ادعى جيش الاحتلال الأمريكي أن طائرات استطلاع حلقت في سماء كربلاء. وتوغلت الدبابات الأمريكية أول أمس إلى غاية بوابات مرقدي الامامين الحسين والعباس حيث اشتبكت مع مقاتلي جيش المهدي الذين بدوا مصممين على الموت دفاعا عن المدينة. وقد تجددت المواجهات مساء امس حيث اقترب رتل من الدبابات الأمريكية من مرقد الامام العباس. وفي بغداد تحدث امس الجنرال الأمريكي مارك كميث الناطق باسم قوات الاحتلال عن استشهاد 30 مقاوما عراقيا الليلة قبل الماضية في كربلاء. وبالتوازي مع معارك الناصرية وكربلاء لا يزال التوتر يسود مدينة النجف. 50 **عملية في اليوم وبينما تتسع رقعة القتال بات الأمريكيون يدركون أنهم يواجهون حرب استنزاف حقيقية وليس مجرد عمليات محدودة في الزمان والمكان. وأقرت مصادر عسكرية أمريكية في نهاية الأسبوع الماضي بأن قوات الاحتلال الأمريكية تتعرض يوميا لهجمات كثيفة بمعدل 50 هجوما تقريبا. وقبل أشهر كان جيش الاحتلال الأمريكي يتحدث عن معدلات أقل بكثير ويؤكد الاعتراف الأمريكي أيضا أن عمليات المقاومة المسلحة لم تعد منحصرة في منطقة بعينها وانما أصبحت تغطي كل انحاء العراق. وفي الواقع لم يعد يمر يوم واحد إلا ويسقط فيه قتلى وجرحى أمريكيون في هجمات بواسطة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وخصوصا بواسطة العبوات الناسفة التي تعد من أخطر الأسلحة التي يستخدمها المقاومون العراقيون ضد القوات الغازية.