عاشت مدينة مساكن مؤخرا 2004 على ايقاع مولود ثقافي فريد من نوعه متمثل في الدورة الأولى من المهرجان الدولي لفنون الشارع الذي بادرت دار الثقافة علي بن خليفة بمساكن بالتعاون مع اللجنة الثقافية المحلية على تنظيمه، وذلك تحت اشراف المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بسوسة، وللكشف عن خصوصيات هذه البادرة الأولى من نوعها توجهنا بالسؤال للقائمين على هذه التظاهرة من خلال الأستاذ: فتحي قلّص/ مدير دار الثقافة والمنسق العام للمهرجان فأفادنا: «بأن هذا المهرجان الدولي الخاص بفنون الشارع يمسّ من قرب كل الفئات العمرية ويحاور بذكاء كل المارين بفضاء الشارع الذي لا تحدّده جدران ولا تحويه مسافات، أنها التلقائية في أبهى تجلياتها أن يحتضن الشارع والساحات العمومية شتى الفنون الانسانية من مختلف بقاع الدنيا، نأمل أن تصنع مدينة مساكن الاستثناء وتقطع مع السائد من خلال هذه التظاهرة وتصبح مثل سائر المدن الأوروبية مكانا لتلاقي الفنون ومساحة ابداعية تنفي العزلة عن الفرد وتمكّن الفنان من التعبير عن اختلاجاته بدون مدعمات ركحية أو كراسي للمتفرجين». تنوّع مهرجان فنون الشارع بمساكن ضمّ في برنامجه عديد العروض بمختلف أصنافها وأشكالها، وقد استوى المهرجان نقطة ضوء نفضت باقتدار خجل فصل الشتاء وأضفت على المدينة دفئا استثنائيا حيث عمّت الحركة شوارع المدينة وتناثرت الأناشيد والأغنيات وبهجة التعبيرات من أفئدة الحضور المواكب للتظاهرة والذي تجاوز انتظارات القائمين على المهرجان كمّا وكيفا، فتفاعل كلّ من لبّى نداء المهرجان، وتحمّس مع العروض المدرجة فيه بدءا بالعرض التمثيلي الراقص لفرقة هندية بعنوان: «حكايات هندية»، مرورا بمسرحية «جحا والمهرج» لجمعية زاد للفنون بتونس ثم العرض المتميّز لدولة المكسيك «فردة ومالقاتش أختها» الذي أبهر كل من تابعه كذلك عرض الألعاب البهلوانية والسرك «الحصاد الجميل» الذي أمّنه تلاميذ وطلبة المدرسة الوطنية لفنون السرك بتونس. وكان الأطفال على موعد مع عرض تنشيطي وجماهيري لطيف نشّطه محمد دغمان وتواصل الفرح مع مسرحية «عرائس الفرح» للفنان الحبيب الزرافي. «أميرة الزهور» التي عرضتها جمعية مسرح العرائس بدار الثقافة مساكن نالت هي بدورها استحسان كل من شاهدها، أما الحضور الأجنبي المتميز واللافت في مهرجان فنون الشارع بمساكن فقد اختتمته فرقة قادمة من صربيا / منتينيغرو التي قامت بتأمين عرض الألعاب البهلوانية بعنوان «ثورة العرائس». المهرجان الدولي لفنون الشارع في دورته الأولى استقطب رواد الطريق وشدهم لمتابعة كامل الفقرات التي أهداها المهرجان بمختلف ساحات المدينة، يبقى المهرجان في حاجة إلى مزيد الدعم المادي حتى يتجوّل في باقي المدن المتاخمة لمساكن وذلك لاستقطاب مزيد من الناس.