أجرى المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي مساء الجمعة الفارط اجتماعا جديدا واصل فيه النظر في استعدادات الحزب لعقد مؤتمرات الجامعات الجهوية كخطوة اولى لتفعيل خيار المؤتمر المرجّح انعقاده في النصف الاول من شهر اوت القادم. وتشير مصادر «الشروق» الى أن اغلبية اعضاء المكتب السياسي للوحدوي يسيرون في اتجاه ما أشارت اليه «الشروق» في عدد سابق من اقرار بصعوبة انجاز المؤتمر في موعده المحدّد وترجيح قيام المجلس المركزي القادم المقرّر انعقاده في النصف الاول من شهر جويلية بمهام «المؤتمر وأدواره وتصعيد قيادة جديدة للحزب تنهي حالة الفراغ التي يمره بها منذ 17 سبتمبر 2003. وأعرب اعضاء المكتب السياسي عن عزمهم انجاز ما يقدّر لهم انجازه من مؤتمرات للجامعات في الفترة القادمة وتقديم تقرير الى المجلس المركزي لاقرار ما يراه صالحا. وترجّح كل الفرضيات ان يتولى المجلس المركزي القادم حسم كل الخلافات وانهاء حالة «الانهيار» و»التشتّت» التي افقدت المكتب السياسي اي وفاق او انسجام و»ألهبت» رياح الخلافات والصراعات الشخصية الضيقة، اعتبارا لما يتمتع به المجلس من نضج ودراية ومشروعية لاتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة بما فيها سحب الثقة من المكتب السياسي الحالي وانتخاب مكتب بديل وفق ما يمنحه ذلك القانون. ويستمد الرأي المؤكّد على أهمية «تدخّل المجلس المركزي على طبيعة الظرفية التي يمر بها الحزب ونوعية الاولويات التي يجب ان توضع في اجندة الحزب خلال الفترة المقبلة التي تتميز بمواعيد سياسية وانتخابية هامة والتي تتطلّب وجود قيادة واضحة لاجراء كل المتطلبات القانونية والحزبية من تعيين رؤساء للقائمات الانتخابية واعلام للسلط المركزية والجهوية بالاضافة الى اتاحة المجال للانتفاع بالتمويلات المقرّرة في اطار التمويل العمومي للاحزاب. من كل هذه الاعتبارات أضحت اولوية سد الفراغ القيادي من أوكد أولويات الاتحاد الديمقراطي في الوحدوي الذي أضحى مطالبا بالتحرّك العاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه والعودة بالحزب الى مساره ودوره الطبيعيين. ونظرا لضغط الوقت لم يعد بامكان «الوحدوي» سوى الاعداد الجيد لموعد المجلس المركزي القادم لانتخاب امين عام من المجلس وفقا للنظام الداخلي الذي ينصّ على صلوحيات المجلس نفسه الذي يُعتبر اعلى سلطة بين مؤتمرين والذي بامكانه بالاضافة الى انتخاب الامين العام وان يقوم كذلك بسد الشغور الموجود في المكتب السياسي وهو ما سيُتيح الفرصة والوقت اللازم لاعداد الحملة الانتخابية وبيان الموقف من الانتخابات الرئاسية وضبط القائمات الانتخابية على نحو فيه الكثير من الاريحية.