في أول عدد لسنة 2005 الصادر هذا الأسبوع لم تنس هيئة مجلة «الحياة الثقافية» أن تتذكر مؤسسها محمود المسعدي الذي كانت مجلة «الحياة الثقافية» احد انجازاته الكثيرة عندما تولى الاشراف على وزارة الثقافة سنة 1976 قبل أن يصبح اسمها الرسمي وزارة الثقافة والمحافظة على التراث. العدد الجديد تضمن حوارا سابقا مع محمود المسعدي بمناسبة العدد 100 من المجلة وقد أعادت المجلة نشر هذا الحوار اعتزازا بعبقرية المسعدي ووفاء لدوره في تأسيس هذه المجلة التي تختزل في إعدادها 161 جزءا هاما من الذاكرة الثقافية التونسية. وتضمّن العدد أيضا مقاربات لخالد الغريبي وعبد الجبار العش وعبد الرحمان مجيد الربيعي وغيرهم وقصصا وقصائد ودراسات وبحوث ومتابعات مثل أطروحة السردي في الشعر العربي الحديث لفتحي النصري بقلم مبروك المعشاوي وأطروحة الوصف في الرواية العربية الحديثة بقلم نجوى الرياحي القسنطيني وقراءة في ديوان شهقة البدء لسندس بكار بقلم كوثر خليل وقصص لا تحرج الموت الجميل لزياد علي بقلم محمد علي اليوسفي ونصوص شعرية لشمس الدين العوني وعبد المجيد سالم البرغوثي الخ... وخصص لحسين القهواجي وكمال العيادي ونعيم من رحومة الخ. العدد تضمن عددا متنوعا من النصوص الابداعية والفكرية والنقدية وهذا ما يؤكد أهمية هذه المجلة في أن تكون واجهة الثقافة التونسية والمشهد الأدبي لكن السؤال الذي يبقى قائما دائما إلى متى ستبقى هذه المجلة العريقة مقتصرة في توزيعها على السوق التونسية فقط. أليس الأدب التونسي جديرا بمكان بارز في المشهد العربي؟ لماذا تباع المجلات العربية في تونس ولا تباع مجلتنا التونسية في العالم العربي؟ وإذا كانت هذه المجلة كسبت رهان الصدور الشهري فإن الرهان الجديد الذي يواجهها كيف تصل إلى العالم العربي وهذه مسؤولية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أساسا.