مثل مؤخرا بابتدائية باجة شيخ شارف على السبعين لمقاضاته من أجل القتل على وجه الخطإ نتيجة حادث مرور ذهب ضحيته طفل يبلغ من العمر سنتين و5 أشهر. وقد أجل البتّ في ملفّ القضية الى حين توكيل والد الهالك لمحام قصد القيام بالدعوة المدنية. وبالعودة إلى ملف القضية علمنا أن مدينة نفزة من ولاية باجة عاشت في احدى أمسيات الأيام القليلة المقضية حادثة أليمة اهتزّت لها أرجاء القرية. وصورة الحادثة أن شيخا تحول الى منزل مؤجره لينقل جرارا رابضا أمامه وبما أن النهج ضيق ولا يسمح للجرار وسائقه بالقيام بدرة كاملة وسطه فقد أجبر الشيخ السائق على السير بالجرار الى الخلف لمغادرة النهج. وما إن تحرّك الجرار حتى استمع سائقه الى صرخة واحدة صادرة عن طفل صغير لم ينطق بعدها بكلمة واحدة خرجت زوجة المؤجر تبحث عن ابنها الذي لم يحتفل بعد بربيعه الثالث. سألت عنه سائق الجرار فأجابها بأنه سمع صوته منذ قليل ولا يعلم أين اختفى. الفاجعة ولم يدم بحثهما طويلا إذ لمحا الطفل بين العجلتين الخلفيتين للجرار بعد أن دهست العجلة اليسرى رأسه وقتلته في الحال. استعاد الشيخ والأم حركتهما التي شلّها المشهد فصرخت الأم ولطم الشيخ رأسه وحضر أعوان شرطة المرور بباجة وأعوان الحماية المدنية لنقل جثة الطفل واتخاذ جملة الاجراءات القانونية في الغرض. أحيل السائق الشيخ على ممثل النيابة العمومية ومنه الى السجن ليعيش بذلك هذا الشيخ وضعيتين نفسيتين مرّتين: فالأولى أنه قابع في السجن والثانية الأكثر مرارة أنها كان سببا في افتقاد الطفل إلى الأبد لا سيما أن علاقته به كانت متميّزة. ولدى مثوله أمام القضاء بابتدائية باجة لم يتمكن الشيخ من إيجاد تفسير لما حدث فاكتفى بالصمت. وحضر والد الضحية بقاعة الجلسة وطلب التأجيل لتوكيل محام قصد القيام بالدعوة المدنية وهو ما جعل قاضي المكان يؤجل البتّ في القضية استجابة لطلبه.