كشف صحفي امريكي يعمل لحساب وكالة ىونايتد برس انترناشيونال» الامريكية أن ما يقارب 17 ألف منتسب في الجيش الامريكي من مختلف الصنوف قد تمّ تغليب أسمائهم في القائمات الخاصة بضحايا الحرب في العراق وافغانستان والتي يتم نشرها على شبكة الانترنت في موقع وزارة الدفاع الامريكية. واكتشف الصحفي الامريكي مارك بنجامين عن طريق الصدفة اثناء تحقيقات صحفية اهتم باجرائها عن ضحايا الحرب الذين اصيبوا بعاهات نفسية وعقلية في عدد من المستشفيات الامريكية المتخصصة أن أسماء المرضى الذين كان قد التقاهم ليست ضمن قائمة الضحايا التي يعدّها «البنتاغون» وتنشر على موقعه بشبكة الانترنت. وبعد ابلاغه المؤسسة الاعلامية التي ينتسب اليها (يونايتد برس انترناشيونال) وقيامه باعداد تقرير خاص عن الموضوع مع مسح كامل لمثل هذه الحالات تبيّن لبنجامين ان عدد المصابين بمثل هذه العاهات يقرب من 17 ألف مصاب ينتسبون الى مختلف الدرجات في الجيش الامريكي. وكانت وزارة الدفاع الامريكية قد أعلنت حتى سبتمبر 2004 (تاريخ اعداد التقرير) مقتل 1019 جنديا وجرح 7245 حسب القائمات المعتمدة رسميا. واعترف مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية بحقيقة قيام وحدات ميدانية طبيّة عسكرية متخصصة باخلاء 16245 من منتسبي الجيش الامريكي في العراق وافغانستان. وجل هؤلاء الجنود ينتمون الى الوحدات العسكرية المنتشرة في العراق، وقد تم تغييب اسمائهم بالفعل في قائمات البنتاغون المشار اليها. إلا أن هؤلاء المسؤولين برّروا ذلك بأن اخلاء الجرحى عن ارض المعركة تم على أساس اصابتهم بأمراض نفسية وعقلية ليست لها علاقة بالاشتباكات الحربية الجارية. واستنادا الى هذه الحجة اعتبر البنتاغون ان هؤلاء ليسوا بضحايا حرب. واعترضت جمعية قدماء المحاربين الامريكية على هذا التصنيف المستحدث لضحايا الحرب وأبدت امتعاضها من مثل هذه التصنيفات الغريبة التي لا يمكن بسهولة ادراك مقاصدها. وما تزال التحقيقات والمناقشات جارية حول هذا الموضوع ونالت اهتمام العديد من الاوساط الرسمية والشعبية الامريكية حسب بنجامين. واهتمت شبكات الكترونية بنشر التقرير الصحفي الذي أعدّه مارك بنجامين في تسجيل مصوّر. وأشار التقرير الى ان هذه الفضيحة الجديدة لن تمر بسهولة دون محاسبة خاصة أنها تعتبر محاولة بين المحاولات العديدة في التستر على الارقام الحقيقية لضحايا الحرب في العراق وافغانستان وقد بدأ اعضاء في الكونغرس فعلا التحقيق في الموضوع. وكانت وزارة الدفاع الامريكية اعلنت في آخر احصاء لها ان عدد الجنود الذين اصيبوا بجروح في العراق منذ بدأ الغزو في مارس 2003 قد تجاوز ال 10 آلاف مصاب. وأكّد بيان للوزارة ان اكثر من نصف هؤلاء المصابين جراحهم بالغة وتصعب عودتهم للخدمة في العراق. لكن مثل هذه الارقام تبقى بعيدة عن الحصيلة الحقيقية للقتلى والجرحى الامريكان في العراق.