أكد العاهل الأردني الملك عبد اللّه الثاني ان عدة أطراف ايرانية «ضخّمت» تصريحاته حول إقامة «هلال شيعي» وقال ان الأردن لا يمكن أن يكون إطلاقا على خلاف مع الشيعة. وجاءت هذه التأكيدات في وقت حذّر فيه رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز من دخول العراق في حالة فوضى وحرب أهلية قد تهدّد المنطقة برمتها. وقال الفايز في مقابلة مع صحيفة «القدس العربي» أمس «لدينا خطط أمنية لاحتواء حالة فوضى وحرب أهلية متوقعة في العراق». خطة... أردنية وأضاف «إننا بصدد وضع خطة إعلامية عامة تخصنا بالتوافق مع جميع الأطراف في هذا الشأن». وردّا على سؤال حول الأضرار المباشرة على الأردن في حال قيام حكومة شيعية في العراق تحدث الفايز عن احتمال اغلاق الحدود ومحاولة التأثير على الواردات الأردنية إلى العراق وكذلك محاولة العبث بالاستقرار والأمن في الأردن. وأضاف: «نحن ندرس جميع الاحتمالات ونستعد لها وفي حال تشكلت حكومة معادية سياسيا وأمنيا للأردن في العراق فإن لدينا خططا لكل الطوارئ بما في ذلك الطوارئ الاقليمية. وقال الفايز في هذا الصدد إن الحكومة الأردنية حذرت الجانب الأمريكي بهذا الخصوص سابقا مشيرا إلى أن عمان كانت منذ البداية مع فكرة تأجيل الانتخابات لكن واشنطن رفضت مناقشة الفكرة من أساسها. وقال إن حكومة بلاده اضطرت إلى التحدث علنا عن ملف الانتخابات في العراق لهدف قرع جرس الإنذار لأنها كانت تنطلق من واجبها الأخلاقي في التحذير من مخاطر تبدو وشيكة قد تهدد استقرار المنطقة برمتها وليس الأردن فحسب. وتابع قائلا: «إن هذه المخاطر لا تتعلق فقط بالتدخلات الأجنبية في ملف الانتخابات وإنما أيضا بوجود مؤشرات على خطر ما انفك يهدّد استقرار العراق. ورأى الفايز ان القصة الأردنية مع ملف العراق لا تبدأ ولا تنتهي بالفقرة المتعلقة بالشيعة وإيران وأن الهدف ليس ممارسة التمييز عبر الاسترسال في لعبة التحذير الخاصة بمستقبل العراق وإنما رؤية الواقع كما هو تماما والتخفيف من الاندفاع الايراني قدر الإمكان. ولفت الفايز في هذا السياق إلى وجود هواجس أردنية من أن يتسبب قيام حكومة شيعية «متأثرة» بالطموحات الاقليمية الايرانية في رد فعل سني غاضب لا أحد يضمن مداه وقد ينتج عنه «ما لا يحمد عقباه». توضيحات من جانبه قلل العاهل الأردني الملك عبد اللّه الثاني أمس من أهمية التحذير الذي كان قد وجهه في السابق حول قيام حكومة عراقية تكون موالية لايران وتساهم في إقامة «هلال شيعي» معتبرا أن تفسير ما تحدث عنه «جرى على غير ما أردنا». وفي مقابلة مع صحيفة «الرأي العام» الكويتية قال الملك عبد اللّه الثاني «ما تحدثنا فيه عن الهلال الشيعي حمّله البعض في إيران أكثر مما يحتمل «وجرى تفسيره على غير ما أردنا». وأضاف: «إن العراقيين أنفسهم هم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم من خلال المشاركة في الانتخابات بعيدا عن أي تدخل خارجي قد يفرز حكومة تمثل فئة على حساب فئة أخرى». وكان الملك عبد اللّه الثاني قد اتهم الشهر الماضي ايران بمحاولة التأثير على الانتخابات في العراق من أجل إقامة «هلال» في المنطقة يمتد من العراق إلى لبنان.