حدّدت الأممالمتحدة أمس بنحو مليار دولار قيمة المساعدات العاجلة الضرورية لإغاثة ملايين المنكوبين في كارثة المدّ البحري الذي ضرب عرض المحيط الهندي وخلّف مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين المشرّدين. وطلب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس في جاكرتا مساعدة بقيمة 977 مليون دولار لتمويل ستة أشهر من المساعدات العاجلة للمنكوبين. وقال عنان في افتتاح قمّة لبحث سبل مواجهة مخلفات كارثة المدّ البحري في آسيا «إنني أوجه اليوم نداء من أجل الجهد الدولي العاجل الذي التزمت الأممالمتحدة القيام به في أندونيسيا والمالديف وسريلانكا والصومال خلال الأشهر الستة التي يغطيها هذا النداء». مساعدات عاجلة وأضاف عنان «نحن بحاجة ل977 مليون دولار للرد على الحاجات الانسانية العاجلة لحوالي 5 ملايين شخص». وتابع عنان «كما تعلمون فإنّ المبلغ الاجمالي الموعود والذي دفع قسم منه يتخطى المبلغ الذي أطلبه منكم اليوم، وهذا النداء يردّ على برامج محددة تمّ التوافق عليها معكم ومع حكومات الدول المعنية بالمدّ البحري». وتعهد الاتحاد الأوروبي أمس بتقديم 350 مليون يورو إضافية لإغاثة منكوبي الزلزال جنوب آسيا. وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوزي مانويل باروزو إن الاتحاد الأوروبي سيصرف 350 مليون يورو لإعادة إعمار الدول الآسياوية التي اجتاحتها أمواج المدّ البحري. وأضاف باروزو على هامش قمة جاكرتا «يمكننا القول إن مساهمة الاتحاد الأوروبي ستصل الى 1.5 مليار يورو إذا أضفنا المساعدة التي وعدت المفوضية بتقديمها الى تلك التي أعلنتها الدول الأعضاء». وقد دعا الرئيس الأندونيسي سوسيلو بامانغ يودهو يونو أمس الأمين العام للأمم المتحدة الى تعيين ممثل خاص له لتنسيق مساعدات الوكالات الدولية لضحايا المدّ البحري في المنطقة. وطلبت سريلانكا إجراءات لتخفيف ديونها وفتح أسواق الدول الغنية بشكل أفضل أمام منتجاتها. ووجهت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» أمس دعوة لجمع 26 مليون دولار كمساعدة أولى عاجلة للمزارعين والصيادين الذين ضربتهم أمواج «تسونامي». اتهامات وفيما لا تزال أعمال الاغاثة متواصلة بعد نحو أسبوعين من حصول الكارثة، حمّل مفكّرون إسلاميون الولاياتالمتحدة مسؤولية سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا في المدّ البحري مرجّحين دمار القاعدة الأمريكية في المحيط الهندي. واتهم أحد المفكرين واشنطن «بعدم إبلاغ السلطات في الدول المتضرّرة وهو ما كان سيؤدّي إلى إنقاذ حياة عشرات الآلاف من الأبرياء». وقال «إن الأمريكيين لا يهمهم عدد القتلى، لأن المهم بالنسبة إليهم هو أن تبقى أمريكا سيّدة العالم». ورجّح مفكر آخر أن تكون قاعدة «دييغو غارسيا»، الأمريكية في المحيط الهندي قد أزيلت من الخارطة تماما، وقال «لكن نظرا لصعوباتهم في العراق وأفغانستان يمتنع الأمريكيون عن إعلان ذلك حتى لا يضعفوا معنويات جنودهم».