إنّي أخشى أن أصاب بالعقم الفكري وتتضاءل مساحة الأمل التي أكتنزها بعد أن كنت مرساتي وقبلتي التي أوجه نحوها وجهي.. وأستملي منك إلهامي.. وحاضري الذي يدفع بي قدما في غمرة العيش ومزدحم الحياة.. وكان التواصل الروحي الذي بيننا أسمى مكانة وأروع مقاما من مألوف الصداقات بين النّاس.. فتنتابني وحشة الحاضر.. وأعيش رهن يتم فكري وسط محيط أجوف.. لولا ما ادخرته من فسحة أمل تنير لي معالمه السبل.. فالرهان دوما على ما أستطيع فعله للغد.. فحملي أثقل رسالتي أجدر.. ولن أساق بما يُساق به عامة النّاس هذا ما جعلني أسعى جادا للملمة أفكاري وتحديد سبلي وتطلعت نفسي إلى عمل ذي قيمة.. لكن ما أشق عليّ أن أبلغ في هذا السبيل مأربا. وتصالحت مع مقوماتي وعزّ عليّ أن أستأثر بهذا الإعجاب بنفسي أو أن أحتكر ما قد يكون فيه نفع، فقرّرت الالتزام بما يثري معالم المعرفة والأدب. لكن أصبت برهبة الاختيار.. وكان لا بدّ من قناعة ومن قرار، وتتداخلت الأفكار في مخاض صعب يريد الانبثاق لولادة جديدة. * نجيب مرزوقي (سيدي ثابت) ----------------------------------------------------------- **كثيرا يحس قليلا يقول: حوس والواشي لا شيء يلزمه على البقاء في المؤسّسة سوى «الخبزة» كما يطيب له أن يردّد هذه العبارة من حين لآخر، وخاصة إذا ضاقت به الدنيا أو صغُرَت في نظره الأشخاص..! سنوات مضت والواشي لم يتغيّر، يقول، ما يسمع وما لا يسمع، تراه داخلا خارجا، خارجا داخلا إلى مكتب المدير الذي لا يدير شيئا ماعدا رأسه للنّكات السّخيفة والشفاه الكاذبة. ما من شكّ أن «حَوَسْ» سئم المكان، الذي يحتويه، ولكن لا يزال صامدا محدّثا زميله الواشي بعينيه علّه يتعظ ويضرب عن صنيعه، وبذلك يكون قد حقّق أكبر نصر ضدّ حروب الوشاية في العالم وفي المؤسّسات..! توالت الوشايات وطرد من طرد وعوقب من أتى جرما في حق الوشاية و»حَوَسْ» يبحث أسباب الحالة المرضية التي يعانيها زميله حتى توصّل الى حلّ يراه نافعا في الوقت الحاضرحتى يأتي ما هو أفضل «رغم أن الأفضل مقسّم على مراحل العمر كما يقول أديبنا توفيق الحكيم». حَوَسْ يطرق باب مكتب المدير بكلّ أدب فيؤذن له بالدّخول، فيقف وقوفا مجابها ويطلب الإذن بالحديث فيكون له ما أراد.. «الحلّ يا سيّدي المدير أن تغلق أذنيك وتفتح باب مكتبك لترى بعينك لا بأذنيك ودمتم على رأي..»! * حسين الغربي (إبن الأرض) ------------------------------------------------------------ **إلى إمرأة لا ترى... لا تسمع... ولا تتكلم... يا بعيدة الغور.. ويا عميقة الصمت ثوري.. هيّجت مشاعري وأحرقت قلبي الكليم، وسرى وجدك في دمي سريان النّار في الهشيم، من زمن طويل وأنا أتخبّط في يمّ هواك مثل الغريق.. ألقي بقصائدي حجرا في بئرك السّحيق.. ولم أسمع صداها في عمقك ردحا وأناأحلم بدسّ يدي في يدك وأنت جامحة كالفرس البرّية طبعك العصيان والنّفور حتى.. متى.. من حولي عمياء البصيرة وأذنيك عن نداءاتي منصرفة ومنّي.. بعيدة.. بعيدة.. سارحة في البراري.. تحيين في جفاف مثل رمل الصّحارى.. أتعبتني.. أرهقتني.. ومزّقت بالصدود الحشا ورضيت باشتعالي.. وماأخدت ناري.. لماذا..؟ لماذا سيّد تي: يحلو لك عذابي وانكساري.. لماذا..!؟ تريدين جنوني تريدين انهياري.. * عبد المجيد الرزقي (القباعة وادي الليل دار الشباب) -------------------------------------------------------- **رحلة عبر الأيام علّمتني الأيّام.. وأنّ العشقَ، أوهام.. فيه سحْر زينتُه، الكلام.. وكلّ فؤاد، للهوَى سبّاق.. وكم استشهد في سبيله، عشّاق.. بحرقة، فتيلُها الأشواق.. علّمتني الأيّام.. ودروسها، معسول كلام تفرزه أثناء الدّجى، الأحلام.. صرتُ للنّوم، عبدا لا يُطاق والسّهد؟، كتاب تتناثر منه الأوراق إلى بحور، ترقص وراءها الأحداق.. علّمتني الأيّام.. كيف يهادن، العوّام.. في بحر الهوى، أعوام.. وكيف يتصارع مع أمواجه، المشتاق.. لا تهمّ لحظات الإفتراق فمن الشواطئ، تُرَى الآفاق.. * محمد الناصر العويتي (المنستير) ----------------------------------------------------------- **ماذا أقول؟ أيّ اللّغات تترجم شوقي إليك أيّ اللغات تترجم عشقي لك منذ رأيتك وبأيّ اللغات أتحدّث عن حبّي لك صدّقيني عندما أقول أنّي أحببتك حدّ الصمت، حدّ السهر، حدّ الامتلاء، فأنت فيروز الهواء أقول أحبّك وكفى، لقد زرعتك بذورا بنبضي وزهرة بحدائقي ورسمت إسمك بوجداني كما صرت بك أعيش. فمن دونك فرحي مهمّشا، ومن دونك لا معنى للحياة، فأنت قمرا ينير ليلي وشمس تضيء نهاري. * قيس غرسة (سوسة) ---------------------------------------------------------- **ردود سريعة * ابتسام مشراوي (الشابية) «رسالة ذكرى» فيها نفس شعري جميل، ننتظر منك نصوصا أخرى ولا تنسى الكتابة على وجه واحد من الورقة. * نجلاء غويلي (الكاف) صدى الذكريات وطمأنينة ومثلي في الحياة وتساؤلات جريحة واستفسار تكشف عن موهبة شعرية حقيقية ننتظر منك نصوصا أخرى أكثر تماسكا ونضجا. * شابو الزمّالي (سبيطلة) «كبرياء» فيها نفس شعري جميل ننتظر منك نصوصا أخرى. * طارق سلوقي (القصرين) «حياتنا» فيها نفس شعري جميل مرحبا بقصائدك الجديدة.