سكان العالم ترقبوا بلهفة غروب سنة 2004 التي فعلت فعلتها ولم ينج من أحزانها وآلامها وكوارثها إلا من وقاهم اللّه الفاجعة وألصقت التهم كالعادة بالزمن والأبراج والطبيعة، وتعمد الإنسان النسيان لأن جرائم التقتيل والاحتلال والارهاب من صنع الإنسان المغرور الذي أسرف في الاعتداء وأشاع الجريمة وحاول أن يطمس معالمها، لأن الحقيقة تفضح قوى الشر التي حولت الأمن والامان إلى خوف وفوضى ولم تتنازل هذه القوى عن اصرارها في اذلال الشعوب وهتك حضاراتها، إنها صور كلها بشاعة وبطش واعتداء. لقد نصّبت نفسها زعيمة العالم وجعلت من احتلالها وحرقها للأحياء رسائل خير وتحرّر، والواقع انها خدمة دنيئة لعصابة شارون الباغية التي لم ترحم أطفال المدارس ودور الأطفال في كل القرى الفلسطينية «فالكل يعمل لارضاء اسرائيل ليحافظ على مركزه في «البنتاغون» هكذا تمرّ سنة حافلة باحداثها الأليمة كما مرت من قبلها السنوات الحزينة والسيوف مازالت على الرقاب ومخططات التقسيم جاهزة والتهديد والوعيد متواصل. والحمد للّه أن المقاومة العراقية والفلسطينية لم تصبر على الوجع الكبير، ورفضت الاستكانة والاستسلام ورفعت صوتها معلنة ان الشعوب لا تقهر ليحتفل المحتل على أرض العراق التي ستحرق أقدامه وترمى في الحريق وماذلك بعزيز على رجال المقاومة الذين لقنوا المحتل أشدّ دروس الشجاعة والشرف وتطهير أرض العراق وفلسطين من المرتزقة والمجرمين.