أكد اهالي الفلوجة انهم اصبحوا لاجئين داخل بلدهم بسبب الاعتداء الامريكي الوحشي على المدينة وان قوات الاحتلال ارادت ان تجعل من الفلوجة عبرة لتخويف العراقيين واخضاعهم للإرادة الامريكية دون مقاومة لكنهم اكدوا تصميمهم على الصمود في وجه العدوان رغم الدمار الرهيب الذي خلّفه الهجوم الامريكي على المدينة. ومازالت معاناة اهالي الفلوجة المرحّلين والعائدين متواصلة رغم التصريحات الرسمية بعودتهم وبإعادة الخدمات الاساسية والوعود بتقديم تعويضات. لكن الواقع يؤكد استحالة العيش الطبيعي في المدينة في الوقت الحاضر بسبب الدمار الواسع الذي لحق بها. لاجئون... في بلدهم وأكد عادل هاشم الجميلي ان اهالي الفلوجة اصبحوا لاجئين داخل بلدهم بعد الاعتداء الامريكي على المدينة الذي كان يهدف الى تخويف العراقيين واخضاعهم دون مقاومة «وهو ما لن يكون ابدا». ويشير بعض النازحين من الفلوجة الموجودين في بغداد الى انهم لا يفكرون في العودة حاليا اليها بعد ان زاروا المدينة ووقفوا على حجم الدمار الهائل الذي طال معظم الاحياء والشوارع والبيوت والمحلات اضافة الى نقص الخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء مما يجعل امكانية العيش فيها في الوقت الحالي غير مطروحة. وروى الشيخ عمار الدليمي من حي الجولان انه زار الفلوجة بعد المعارك ولاحظ ان الدمار في أحياء الجولان والأندلس والخضراء والرسالة كان شاملا مشيرا الى ان 80 من بيته دمّر بالكامل وتحطّم اثاثه وسرق بعضه اثناء حملات المداهمة والتفتيش كما تعرّض محله لبيع التجهيزات المنزلية الواقع على الشارع العام للمدينة للتدمير والحرق والسرقة. وأكد المصدر نفسه ان المعارك مازالت مستمرة في بعض الاحياء والمناطق التي وضع الجنود الامريكون عليها إشارات حمراء لا يستطيع اي شخص الدخول اليها لأن القناصة الامريكيين يقتلون اي شخص يقترب منها وان كان اعزل من السلاح حيث قُتل بعض العائدين لعدم معرفتهم بهذه المناطق. وقد اضطرت عدة عائلات عادت الى الفلوجة الى مغادرتها ثانية بعد تجدد الاشتباكات امس الاول حيث سمع دوي انفجارات قوية في حي الاندلس. وتحدّث مصدر آخر عن عدة مشاكل تواجه العائلات النازحة وخاصة عدم معرفة مصير الكثير من الشباب الذين بقوا في الفلوجة اثناء المعارك إمّا لقتال قوات الاحتلال او لحراسة بيوتهم، فقد اختفى الكثير منهم دون ان يعلم اهلهم ما اذا كانوا قد استشهدوا او اعتقلوا. وحشية أمريكية وقام متطوّعون من المناطق القريبة من الفلوجة بدفن المئات من الشهداء تم انتشالهم من تحت الانقاض او في الشوارع في مقابر جماعية دون تحديد هويات الموتى. وأكد شهود عيان ان قوات الاحتلال الامريكي ألقت الكثير من الشهداء في نهر الفرات اضافة الى إقدامها على اعتقال كل من وجدتهم في المدينة اثناء حملات التفتيش التي اعقبت المعارك وبذلك نشأت مشكلة جديدة لأهالي المفقودين. وعن المساعدات التي قدّمها العراقيون والجمعيات والمنظمات الانسانية اشار محمود الدليمي الذي يسكن مع قريب له في بغداد منذ نزوحه مع عائلته من الفلوجة الى ان «أهلنا الذين يسكنون في المناطق القريبة من المدينة وصلتهم بعض المساعدات من العراقيين والمنظمات الانسانية لكنها قليلة ولم تكف الا لوقت محدود ولم يستفد منها الا عدد قليل من النازحين وهي لا تسدّ سوى جزء بسيط من مشكلة كبيرة لمئات الآلاف من النازحين في اجواء باردة وممطرة. وأكد الدليمي ان الحل الصحيح والمناسب هو انسحاب القوات الامريكية من المدينة والسماح لجميع اهلها بالعودة اليها دون قيود او شروط.