ويتيه في عمق الظلام والليل يغزل من جفوني خيام حب للحمام هكذا كان تغّني الجازية حين فاجأها القمر تمشي الهوينا... ... فينحني الغصن المبلّد بالندى والورد من فرط الحياء يسّاقط الورد الجميل على الثرى صاح القمر عند ابتسام الجازية من ذا الذي سرق الضياء وأزاح عن وجهي النهار قمر على قمر بدا قمر الى قمر مشى فترنّحت شمس الضحى وجهات يقتربان قلبان هزّهما الهوى مدّ الايادي وقبل ان يتعانقا صرخت عصافير السماء ... يا أيها القمر الغريب لا... لا... لا تقترب الورد والريحان والغصن الرطيب... حتى النسيم... على لقائكما رقيب... ابتعد يا أيها القمر الغريب ... وتقدّمت ليلية العينين فارعة القوام قمر الى قمر مشي مدّ الايادي... وقبل ان يتعانقا... خرج الزمان على الصباح فتحوّل الشجر الجميد الى رماح... خلعت ملابسها الرياح وتلحّفت بالنار وانتشرت جراح يا جازية وحدي هنا قمر على باب السحاب يا جازية وحدي أنا ما بين ليل يستبيح صبابتي ونواح شادية على طلل الخراب ... سقط القمر... الجسم مرشوش بآلاف الابر الوجه لفحه اللهيب والظهر تجلده المطر... في ليلة الوعد المهيب تناهى من أفق البحار صوت يلوح ويندثر يا أيها النسر المسافر في الغروب سنلتقي يوما... على... درب... السفر