ردا على ما نشره من سمى نفسه «السندباد أبو السيف رادس» بجريدة الشروق الصادرة يوم 12 جانفي 2005 أتوجه بالتوضيحات التالية لكي لا يشتبه الأمر على السادة القراء بعدما اشتبهت الأمور على كاتب تلك الأسطر. وللتوضيح نقول في البداية أني لم أكتب المقالة التي تطلبت ذلك الرد بل أن أحد الصحافيين الذين شهادوا بعض مما صوره الفريق التلفزي التابع لي وسمعوا عن هذه المغامرة الأولى من نوعها هو الذي كتب ذلك المقال على طريقته وبأسلوبه الخاص. علما أنني لم أزعم قط اني أول من اكتشف هذه المغارة أو زارها لأن ذلك حصل منذ عشرات السنين من طرف المختصين في اكتشاف المغاور من تونسيين وأجانب لكني كنت أول منتجة تلفزية قامت بتصوير هذه المغارة بصفة حرفية وفنية وبعيون تونسية. أذكرك أننا نزلنا إلى مغارة المنجم بجبل السرج بينما يبدو أنك نزلت إلى مغارة أخرى مختلفة تماما عن الأولى فأنت نزلت إلى مغارة عين الذهب وكلتاهما بجبل السرج لكنهما تختلفان عن بعضهما في الموقع المحدد والخاصيات والمكونات فالأولى تابعة إداريا إلى معتمدية الوسلاتية من ولاية القيروان بينما الثانية التي تقصدها أنت تقع داخل حدود ولاية سليانة ومن هنا بدأ الغلط والخلط والاشتباه علما ان مغارة المنجم تبقى أعمق مغارة في البلاد باعتبارها تبلغ 350 مترا بينما يتجاوز طول ممراتها وسراديبها 1000 متر بينما تقل مغارة عين الذهب عن ذلك بكثير طولا وعمقا. أيها السندباد إننا لم نزايد عندما أكدنا أن فريقنا التلفزي هو أول فريق نزل إلى هذه المغارة، وأظن أننا نبقى دائما من السباقين نظرا لتوثيقنا هذه الزيارة ضمن شريط وثائقي ستبثه قناة تونس 7. وكم كنت أتمنى لو أنك لم تتسرع حتى تشاهده لكي تحكم على السبق الذي قمنا به والمغامرة الحقيقية التي أقدمنا عليها والتي لم يسبقنا إليها أحد. وغايتنا جميعا هي التعريف بثرواتنا الطبيعية وما تزخر به أرضنا الطيبة من مواقع ومغاور ومعالم متميزة تستحق الاستكشاف والدعاية لها حتى تدخل ضمن مسالك السياحة البيئية وتقبل على زيارتها والتمتع بمناظرها الخلابة أوفر أعداد ممكنة من المواطنين وحتى الأجانب. وأخيرا أنصحك إذا أردت المغامرة من جديد أن تحدد الموقع الذي تريد أن تتوجه إليه كي لا تجد نفسك في مغارة ثانية غير التي تقصدها وكذلك أن تكون مصحوبا بفريق مختص في اكتشاف المغاور لكي لا تتيه وسط الممرات المتعرجة والظلام. وللتأكيد على أننا لا نتحدث عن نفس المغارة خلافا لما ذهبت إليه هو أنك لم تتعرض للبئر الأولى التي يصعب النزول إليها على غير المختصين وكذلك للبئر الثانية والفجوات السحيقة والممرات الضيقة التي لا يمكن استكشافها دون معدات خاصة ووسائل إنارة مدروسة ومعدة للغرض. وأرجو لك مشاهدة طيبة للشريط الوثائقي الذي تشرفت بإنجازه لكي تحصل لك الفائدة وتقتنع أن هذا الفريق التلفزي هو فعلا أول فريق زار هذه المغارة لتوثيقها واطلاع الجماهير العريضة من المشاهدين على الكنوز التي تزخر بها أعماق كهوف بلادنا. ويبقى المنتج التونسي بحاجة إلى التشجيع والنقد البناء والموضوعي ليمضي قدما في أداء رسالته النبيلة خدمة لوطنه.