تمكن مؤخرا فريق من المستغورين من جمعية الرياضة للجميع بزغوان وجمعية الاستغوار بزغوان من تحقيق خطوة كبيرة غير مسبوقة تمثلت في بلوغ المدخل الطبيعي ل«مغارة المنجم» بجبل السرج بجهة الوسلاتية من ولاية القيروان. واعتبر رئيس جمعية «الرياضة للجميع» شاكر الطبيب أن فريق المستغورين التونسيين المكوّن من 10 عناصر يرافقهم فرنسيان نجح في تحقيق ما كان يطمح اليه عديد المكتشفين من فرنسا وبلجيكا والنرويج وبولونيا.
وأوضح أن فريق الاستغوار التونسي تمكن مؤخرا من اكتشاف شبكة جوفية هي عبارة عن نهر جوفي قديم وثلاث قاعات جديدة بالمغارة بين 50 و100 متر على 100 متر بها أشكال ومناظر صممتها الطبيعة فكانت روعة في الجمال مشيرا إلى أن هذا الاكتشاف مكّن فريق المستغورين من معرفة مصدر وطبيعة تكون مختلف القاعات المكتشفة سابقا ومن اكتشاف مدخل مغارة المنجم.
وأكد أنه مع هذه الاكتشافات الجديدة أصبح بإمكان مغارة المنجم أن تتنافس مع مغارة عين الذهب بجبل السرج (بين ولايتي سليانةوالقيروان) على لقب أجمل مغارة في العالم من حيث الشساعة والعمق والجمال. واعتبر رئيس جمعية الاستغوار بزغوان محمد الخمسي أن هذا الاكتشاف هو اكتشاف القرن بالنسبة للاستغوار التونسي الذي ظل لسنوات يقدم مساعداته للفرق الأجنبية دون أن تنسب إليه أي من الاكتشافات مؤكدا أن هذا الاكتشاف سيفتح المجال واسعا أمام تنمية الاستغوار بتونس وجذب المستغورين والباحثين والدارسين للقيام بأبحاث بيولوجية بخصوص الكائنات الحية المتواجدة بالمغارة.
وأشار إلى أن فريق المستغورين التونسيين تمكن أيضا من تسجيل رقم قياسي جديد في العمق ليبلغ 425 مترا بعد أن كان265 مترا كان سجله فريق «بيدون» الفرنسي بمشاركة نادي الاستغوار بزغوان.
هذا الاكتشاف البيئي، ينضاف الى ما تزخر به معتمدية الوسلاتية من مخزون بيئي وحضاري يمثل منتوجا سياحيا وقيمة مضافة وايضا قيمة علمية توفر مجالا للعلماء للبحث والاستكشاف. غير ان الاستفادة منه واستثماره في تنمية الجهة يحتاج الى عمل مشترك من مختلف الجهات لتهيئة المسالك وتوفير ما يلزم للرحلة والاقامة والخدمات هناك. خصوصا وان عديد الرحلات تصل الى المكان ولا تتمكن من استكشاف المغاور ومنها فرق الكشافة وعديد الرحلات.
ووجب بالتالي تدخل المسؤولين على مستوى جهوي ومركزي من اجل استثمار هذه المقومات الطبيعية. علما وان الوسلاتية تتوفر بها عديد الكهوف الأثرية المسجلة ضمن التراث العالمي والمغاور الطبيعية الى جانب تميزها بمناخ «باريسي» جميل وتنوع بيئي. لكن الاهم من ذلك هو حسن استغلال هذه المقومات السانحة من اجل تحسين الوضع التنموي بالجهة. والى متى ننتظر مستكشفين و»مستغورين» من الخارج ليكشفوا ما عندنا ويعلموننا قيمته ونحن نتفرج؟