هو مدير مدرسة ابتدائية باشر مهامه فيها في مطلع السنة الدراسية الحالية وجعل من أوكد اهتماماته توفير وسائل العمل الكفيلة بتحقيق الاهداف التربوية المنشودة وقد وجد من الادارة الجهوية للتعليم بسوسة كل العون والدعم لاسيما وأن مدرسته توجد في حي شعبي ويمكن اعتبارها من المدارس ذات الاولوية التربوية. وأول الغيث قطر ثم ينهمر كما يقول المثل إذ مدته الادارة الجهوية بآلة ناسخة من الطراز الرفيع لتجنيب المعلمين والمعلمات تكاليف الطباعة التي كثيرا ما دفعوها من جيوبهم ولتسهل عمل الاسرة التربوية وترفع من الجدوى في انتظار مد هذه المدرسة بمزيد من المعدات والوسائل مثل الحواسيب وسائر التجهيزات التي باتت متوفرة في أغلب المدارس الابتدائية. وفعلا فقد فرح مدير المدرسة بهذه الهدية وسعى في الحال لتوفير وسيلة نقل تأخذ الآلة الناسخة من الادارة الجهوية للتعليم بسوسة الى مدرسته ولكنه قبل الخروج تذكر أمرا مهمّا. ففي العطلة المدرسية الفارطة تسلل عدد من المنحرفين الى هذه المدرسة بغاية السرقة ولما لم يجدوا ما يشفي الغليل عمدوا الى الحنفيات وأنابيب المياه النحاسية واقتلعوها لانها قد توفر لهم بعد التفريط فيما ما يزيد في انحرافهم ويؤصل فيهم السلوك الاجرامي الذي يبيح لهم الاعتداء على حرمة مؤسسة تربوية عمومية لكل هذا احتار مدير المدرسة لانه لا يملك مكانا يضع فيه مثل هذه التجهيزات لكي تكون في مأمن من مثل هؤلاء المنحرفين لذلك لم يجد المسكين حلا سوى وضع هذه الآلة في مسكن زميلة له تسكن غير بعيد عن المدرسة وتكليفها بعمليات الطباعة في بيتها كلما دعت الحاجة الى ذلك. وحين نستعرض مثل هذه الحادثة ندرك أن الادارة الجهوية قامت بواجبها ومدير المدرسة كذلك قام بواجبه هو وزميلته الموقرة والامن أيضا قام بواجبه حين ألقى القبض على الجناة فمن يا ترى أخلّ بواجبه. سؤال نطرحه ونمضي.