في مفتتح السّنة الدّراسيّة الحاليّة شهدت بعض المؤسّسات التّربويّة موجة من الاحتجاجات على اوضاعها المتردية في مستوى مبانيها المتداعية للسّقوط ومركباتها الصحيّة غير الوظيفيّة وشبكاتها الكهربائيّة المهترئة. ويبدو أنّ الجهات المسؤولة تفاعلت مع نداءات المحتجّين وأصواتهم فعمدت في مرحلة أولى إلى زيارة المؤسّسات ومعاينة الوضع المتردّي لها ثمّ رصدت الأموال وأصدرت القرارات وفعّلتها في مرحلة ثانية وذلك بالانطلاق في الأشغال حيث تشهد بعض المدارس الابتدائية والإعداديّة بالمنطقة أشغال ترميم وصيانة على غرار المدارس الابتدائية الكسيلة والسّوالميّة وسيدي بوبكّر والمدارس الإعداديّة 15 أكتوبر وابن منظور.
الشّروق زارت هذه المؤسّسات التّربويّة وحاورت بعض المربّين الّذين وإن أبدوا ارتياحهم لهذه الخطوة الأولى فهم يرون أنّه لابدّ أن تليها خطوات أخرى وذلك بتجهيز المدارس بالآلات النّاسخة ومستلزمات الطّباعة والحواسيب الّتي تآكل بعضها ونُهب البعض الآخر أثناء الفراغ الأمني الّتي تعيشه المنطقة منذ اندلاع الثّورة إلى اليوم. أمّا بعض المديرين فهم يروْن أنّ أشغال التّعهّد والصّيانة تبقى سرّا بين مصالح الإدارة الجهويّة والمقاول والمهندس المكلّف بمتابعة تطوّر الأشغال وهم يتساءلون : لماذا لا يقع إطلاع مدير المؤسّسة التّربويّة على نوع الأشغال المنوطة بعهدة المقاول حتّى يتمكّن من إبداء ملاحظاته واقتراحاته وتُوظّف الأشغال في الاتجاه الصّحيح وتُعفى الإدارة الجهويّة من إعادة الأشغال بعد سنوات مثلما كان يحدث أياّم النّظام البائد حيث تفشّى الغشّ والمحسوبيّة وأصبحا الثّقافة السّائدة آنذاك.
ويتساءل اهالي المنطقة والمربون هل ستحظى المنشآت التّربويّة الأخرى وخاصّة المدارس الرّيفيّة النّائيّة والمنسيّة بمثل ما حظيت به هذه المؤسّسات ؟ وهل ستدرس الجهات المسؤولة وضعيّة مقرّ دائرة التّفقّد (2) الّتي بها قاعتان تجمعان أكثر من ثمانية موظّفين يعملون في ظروف صعبة ؟