بحلول عيد الاضحى يجد متساكنو العمارات انفسهم في مواجهة كبرى مع مشاكل كثيرة يطرحها كبش العيد هذا الزائر العزيز على قلوب الجميع والثقيل في الآن ذاته باعتبار متطلباته الكثيرة والمقلقة احيانا. «الشروق» تحدثت الى بعض متساكني العمارات ورصدت جلّ المشاكل والاشكالات التي يعاني منها هؤلاء بسبب خروف العيد وخرجت بالشهادات التالية: أيام قليلة قبل حلول عيد الاضحى تحدث تغيّرات كبرى في جل البيوت التونسية وينتقل الوضع من نظام الى فوضى داخل العمارات التي لا تحتوي على أمكنة وفضاءات لاحتضان كبش العيد فتتحول شرفات المنازل وأسطح العمارات الى «زريبة وقتية». ويقرّ حسام بتأثير هذا الوضع سلبا على جل متساكني العمارات حيث يكثر الشجار بين الاجوار بسبب الاوساخ وفضلات الخرفان وانتشارها ببهو العمارة وسلّمها. **نقابة العمارة بالمرصاد مع اصرار بعض العائلات القاطنة بالعمارات على شراء كبش العيد قبل اسبوع من العيد يطرح مشكل توفير مكان مناسب للاحتفاظ بالاضحية وعندما يضطر المتاسكنون الى وضع خروف العيد في بهو العمارة والسطح تثور ثائرة اعضاء نقابة العمارة وحارسها. ويؤكد السيد طارق الخليفي (قاطن باحدى العمارات الموجودة بالعاصمة) ان جلب كبش العيد قبل ايام من حلول عيد الفطر يثير مشاكل عديدة وخصومات لا تحصى ولا تعد سواء مع حارس العمارة الذي يرفض رفع الاوساخ او مع بقية الجيران الذين تزعجهم روائح فضلات الخرفان ويطرح السيد حمزة مشكلا آخر يتمثل في تعمّد بعض الافراد وضع الخروف في شرفة المنزل بطريقة تقلق أهل المنزل والجيران لان فضلات الخروف وبقايا علفه تنتقل عبر الهواء الى بقية الشرفات. ويروي سامي حادثة اخرى تمثلت في قفز الخروف من الطابق الاول ليقع على طفل الحق به اضرارا جسدية خطيرة وتعرض الخروف الى كسر في ساقه. **مشاكل اضافية الى جانب الفوضى والأوساخ التي يتركها كبش العيد تواجه السيدات مشاكل اضافية تتمثل بالخصوص في تصادمهن مع اطفالهن وازواجهن بسبب كثرة الاوساخ والجهد الذي يبذلنه في التنظيف ويقول «صادق» ان زوجته تصير عصبية أيام العيد نظرا للضغوطات والأعمال المنزلية الاضافية وفي هذه الحالة نحاول مساعدتها على هذه الاعمال والمساهمة في ازالة الفواضل التي يتركها الخروف. مشكل السرقة يطرح بكثافة امام سكان العمارة ويروي احدهم قائلا: «لأنني لا أملك فضاء آمنا اضطررت الى وضع الكبش فوق السطح لكنه سرق ومنذ ذلك الحين صرت أضعه داخل المطبخ وأتحمل بالتالي روائح فضلاته حتى لا أفقده»! **حلول نظرا للكم الهائل من المشاكل التي يتسبب فيها خروف العيد لمتساكني العمارات، أصبح الكل يتفادى شراءه قبل أيام كما يعمد البعض الاخر الى البحث عن حل آخر للاحتفاظ به. ويتحدث أنيس عن هذه الحلول مشيرا الى ان تخصيص فضاء داخل العمارة ووضع كل اضاحي متساكني العمارة وتعيين شخص معين لحراستها يعتبر حلا مناسبا لتفادي المشاكل التي يتسبب فيها خروف العيد. ويرى نبيل ان ترك «علوش» العيد عند صاحبه بعد شرائه من الحلول المناسبة بالنسبة لسكان العمارات الذين لا يملكون مكانا يمكن وضع علوش العيد به.