هو الشيخ الصالح العالم سيدي احمد بن ابراهيم بن عباس بن عبد اللطيف بن عبد الرحمان بن قاسم بن تليل، عثماني الجد، اموي النسب. تاقت نفسه للدروس والتحصيل وهو في السادسة عشرة من عمره، فتحول بذلك الى زاوية «سيدي سالم» بنفطة وبها تعلم سنتين ومنها التحق بزاوية «حنقة سيدي ناجي» بالجزائر وهي المشهورة باشعاعها العلمي والمعرفي وفيها درس ست سنوات ولما اجازه اساتذته نذكر منهم الشيخين: عبد القادر الفاسي وعبد الحفيظ الحنفي دّس الشيخ احمد التليلي بنفس الزاوية ثم اشتغل بالقضاء بوادي سوف بالجزائر ومنها رجع الى أهله المتواجدين حول مدينة فريانة اليوم لما فجع بوفاة والدته وبينهم راوده حلمه لقديم ان يكون له زاوية وحلقات درس وان يجسم قولته المشهورة ثمرة العلم العمل» عندها شد رحاله الى فريانة مؤسسا «زاويته المحمدية» بعون من الله سبحانه وتعالى وبفضل من اولاد سيدي تليل جميعا وبفيض من اهالي فريانة وبذلك يؤسس الشيخ الشاب وهو لم يتجاوز الثامنة والعشرين من عمره (1737م) اكبر جامعة اسلامية علمية منارة تشع بضيائها على الوسط الغربي والجنوب التونسيين وشرقي الجزائر منذ الفتح العربي الاسلامي لتونس فتخرج منها مئات الطلبة من القطرين الحاملين لكتاب الله والعارفين بأحكام تلاوته والمتبحرين في علوم النحو والفقه والحديث والمنطق والتوحيد. وباللفتة السامية من سيادة رئيس الدولة حامي الدين والوطن ردّ الاعتبار للزاوية المحمدية من جديد للنهوض بدورها الريادي في اداء وظيفتها وذلك بترميمها سنة 9293 فحق بذلك للشيخ ان يكون صاحب فريانة وباني البيت كما وصفه صاحب «اتحاف الزمان» المؤرخ ابي الضياف. وان يكون فعلا «الشيخ الثائر» كما يحلو للاستاذ الدكتور عبد الرحمان التليلي تسميته بها، وهو الثائر على الجهل والتخلف والتهافت على الدنيا وملذاتها. ومن اشهر مخلفاته مخطوطاته «المناقب»، «مفتاح الحقيقة في سند الطريقة» ومنظومة «الألبان» وبعض الاشعار في الزهد والتصوف الى جانب مكتبة الزاوية التي تقلص عدد مجلداتها لسبب او لآخر من 1200 الى 400 مجلد.