اتفق الرواة على انه ابو الحسن علي بن محمد الربعي شهر باللخمي القيرواني الأصل، واستوطن بمدينة صفاقس. وزاد ابن فرحون كما ورد في سلسلة مشاهير لمحمد بوذينة بأنه «ابن بنت اللخمي» ولذا اشتهر باللخمي، ونفهم من هذا انه ينتسب لقبيلة لخم العربية من جهة جده للأم، وقد توفي هذا الرجل الصالح عام 478ه في عقده الثامن من العمر او ما يقارب ذلك. فهو نديد الحسن بن رشيق، والامير المعز بن باديس، وغيرهما مما لمع ذكرهم في هذا العهد. **شيوخ أفاضل وتتلمذ اللخمي في ابرز مدرسة دينية قيروانية على عهده، فكونت شخصيته ووجهته احسن توجيه مع انه عرف بالحذق والذكاء وحسن الفهم والصبر في استقصاء مسائل العلم وبحثها، ون ابرز شيوخ اللخمي أبو الطيب عبد المنعم بن ابراهيم الكندي المتوفى عام 435ه والفقيه عبد الخالق بن عبد الوارث السيوري المتوفى عام 462ه . اما ثالث هؤلاء فهو الإمام اب القاسم عبد الرحمان بن محرز الذي كان من رواة الحديث ورجاله، ومتبحرا في الفقه والاصول والكلام، وتحول الامام اللخمي بفضل شيوخه الى إمام فقيه وولي صالح. وبمجرد استقراره في صفاقس شرع اللخمي يدرس بالجامع الكبير ثم اسس المسجد الذي سرعان ما تحول الى مدرسة فقهية علمية كان لها أبعد الأثر في دعم الرسالة الدينية، والروح الاسلامية في المغرب العربي كله، ومن اشهر تآليف الإمام اللخمي كتاب «التبصرة» وهو تعليق على المدوّنة وكتاب «النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام» ولخّص هذا الكتاب الشيخ ابن هارون الكناني التونسي وتوجد منه نسخ بالزيتونة والعطارين والجزائر والرباط وفاس. **مقام عظيم ودفن الإمام اللخمي المتوفى عام 478ه / 1085م بمقبرة صفاقس القديمة حيث المقام المعروف به الآن، وقبره تحت القبة وهذه المقبرة تعد اقدم مقابر مدينة صفاقس ووجدت بها نقائش قبرية عديدة اقدمها يرجع للقرن الرابع الهجري. والمقام الذي بني فوق قبر الشيخ ابي الحسن اللخمي لم يكن موجودا خلال القرن التاسع الهجري والغالب على الظن انه انشىء خلال القرن الحادي عشر. ونفهم هذا من ابيات شعر نقشت على حجارة مثبتة فوق باب المقام. وتؤكد ابيات الشعر ان المقام بناه مراد باي الذي توفي عام 1086ه / 1675م. ويتكون هذا المقام من بيت صلاة تعلوها قبة تحتها قبر الشيخ اللخمي وفوقه صندوق خشبي حوله سياج من الخشب، حسب الطريقة المعروفة في تصميم الأسيجة الخاصة باضرحة رجال العلم والصلاح بتونس، ويتجاوز هذا الصندوق شمالا قبر تلميذه الشيخ عبد الجبار الفرياني اللخمي، وتعد قبة مقام اللخمي أقدم قباب مقبرة صفاقس وتم الاعتناء بها لتصبح احدى منارات التقوى بالمدينة.