لم تمنع برودة الطقس، وتهاطل الأمطار، اللتان طبعتا يوم أمس الأول، الجمعة 14 جانفي، أحباء السينما والمولعين بالسينما الثقافية في مدينة المنستير من حضور عروض قافلة الفيلم التونسي القصير التي حلّت هذه المرة بالمركب الثقافي بالمنستير. وحضر عروض الأفلام، الى جانب الجمهور، عدد من المخرجين أمثال إبراهيم اللطيف مخرج فيلم «تأشيرة» ومنتج فيلم «حمدة» لفهد الشابي، ومراد بن الشيخ مخرج فيلم «راعي النجوم».. ورغم ضعف الاقبال على العروض نتيجة برودة الطقس وتهاطل الأمطار، مثلما ذكرنا، كان تفاعل الحضارين كبيرا مع الأفلام، وخصوصا فيلم «تأشيرة» لإبراهيم اللطيف، و»راعي النجوم» لمراد بن الشيخ. وارتفعت درجة التفاعل بالخصوص عند مناقشة الأفلام إثر انتهاء العروض، حيث عبّر عدد من المتدخلين عن قلقهم من بعض العبارات التي وردت في حوار فيلم «حمدة»، ورأوا فيها عبارات سوقية ولا أخلاقية.. في حين عبّر عدد آخر عن إعجابه الشديد بفيلم «تأشيرة» وفيلم «راعي النجوم» المقتبس عن روائع علي الدوعاجي. وكشفت التظاهرة، التي تضمّ في الحقيقة أنشطة أخرى، مثل عرض فيلم «الأمير» لمحمد الزرن وعرض فيلم «نمل» الذي ينتظم اليوم الأحد 16 جانفي، مدى شوق جمهور المنستير الى الأفلام التونسية والسينما عموما التي تبدو مفقودة في المنطقة. فالفضاء الوحيد الذي يقدّم عروضا سينمائية في مدينة المنستير، هو المركب الثقافي. أما بقية القاعات التي كانت تنشط في السابق، فقد أغلقت أبوابها، ولعل من أغرب التدخلات التي وردت في مناقشة الأفلام، خلال التظاهرة، اعتراف متدخلة بأنها لم تدخل قاعة سينما في حياتها وهذا أمر خطر لا بدّ من الإنتباه إليه، ومحاولة بحثه بشكل جدي واستعجالي. وعموما كانت أمسية الفيلم التونسي القصير في المركب الثقافي بالمنستير، فرصة للقاء الجمهور بالمخرجين، ومساحة للتعبير والنقاش، ومناسبة للتعريف بالفيلم التونسي القصير.. وتمّ بالمناسبة خلال الأمسية تكريم السينمائي القدير الطاهر شريعة، الذي لم يتأخر من جهته عن الحضور.