اعتبرت اوساط دولية مختلفة ان خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش اثناء حفل تنصيبه لولاية ثانية ينذر بالخطر.. وحذّر خبراء ومحللون في اوروبا والشرق الأوسط من ان العالم معرّض للمزيد من الفوضى والعنف واستعراضات القوة الامريكية. وفي خطابه «المطوّل» اثناء حفل تنصيبه امس الاول اعطى بوش مكافحة ما اسماه بالطغيان الاولوية في سياسته الخارجية التي ستقودها بقبضة حديدية وزيرته الخارجية كوندوليزا رايس. وفي هذا الخطاب اعتمد بوش لهجة «دينية» مسيحية واضحة واستخدم كلمة «حرية» في 41 مناسبة. لكن الرئيس الامريكي لم يذكر ابدا كلمتي «العراق» او»الارهاب» اللتين يفترض انهما يشكلان محور اهتمام الإدارة الامريكية. قلق عالمي ورأى محللون في واشنطن بالذات ان الرئيس الامريكي اعطى نفسه باسم مكافحة الطغيان حرية تحرك كاملة على الساحة الدولية لتحقيق هدفه المعلن بحماية الولاياتالمتحدة. وقال المحلل آلان ليتشمان من الجامعة الامريكية في واشنطن ان بوش وقّع لنفسه شيكا على بياض يستطيع بواسطته انتهاج اي سياسة تحت اسم الحرية والديمقراطية عبر الديبلوماسية او عن طريق القوة.. وأعرب محللو الصحف البريطانية عن قلقهم من مستقبل تعمّه الفوضى والعنف بعد خطاب بوش. وقالت صحيفة «الغارديان» في مقال بعنوان «أسهم نارية في واشنطن، احباط العالم» ان التعارض بين هذه الاحتفالات بالنصر والواقع كبيرة جدا واكبر من القارة الامريكية. وأضافت ان العراق كان المشروع الرئيسي لإدارة بوش واصبح كارتتها الاخير (مشيرة الى ان بوش لم يأت على ذكر كلمة العراق ولو مرة واحدة).. وقالت صحيفة «ديلي تيليغراف» ان الدفاع المؤثر للرئيس الامريكي عن الحرية يتعرض لتجربة قاسية وفورية في العراق في إشارة الى الانتخابات المقررة في 30 جانفي. وتساءلت صحيفة ديلي ميل نجوف عن الطريقة التي سيعتمدها بوش لتطبيق رؤيته للحرية عبر النقاش والديبلوماسية او عن طريق الطائرات والصواريخ. تهديدات ضمنية ورأى محللون في واشنطن والشرق الأوسط ان بوش اثار في خطابه بالفعل الى طريقتي الديبلوماسية والضربات العسكرية وتحدث عن الطغيان وانظمة معادية للولايات المتحدة. ورأى المحللون ان بوش لم يحدد بالاسم الدول التي يعتبرها طاغية لكن وزيرته للخارجية كوندوليزا رايس سمّتها الثلاثاء وذكرت كوبا وبورما كوريا الشمالية وزيمبابوي وبيلاروسيا فضلا عن ايران (التي ذكرها بوش ونائبه تشيني). وبالمقابل قلل محللون من خطر التهديدات المنسوبة الى سياسة بوش المعلنة في خطابه مشيرين الى ان الرئيس الامريكي اراد ان يقول على الأرجح انه لا يجب على اي كان ان ينتظر اعتذارات عن سياسته خلال ولايته الاولى.