وجه الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش تحذيرات غير مسبوقة لمصر والسعودية والاردن ودول الخليج من ان هزيمة امريكا في العراق ستحوله الي بؤرة للمتطرفين ما سيشكل تهديدا استراتيجيا لبقائها . وجاءت التحذيرات في خطاب بوش الذي كشف فيه عن استراتيجيته الجديدة في العراق، وفي اطار الدعوة الي دعم حكومة المالكي. ولاحظ مراقبون ان هذه المرة الاولي التي ينطق فيها بوش تعبير هزيمة امريكا حيث كان استخدم في خطابه الاخير حول العراق تعبير ان امريكا لا تنتصر في العراق . ولاحظ نواب عراقيون ان روح الانكسار ظهرت واضحة في حديث بوش عن العراق لأول مرة. وكما كان متوقعا فقد اعلن الرئيس الامريكي عن عزمه ارسال 21 الفا من القوات الاضافية، وهو ما سارع الديمقراطيون الي معارضته والتعهد بمنعه من خلال اغلبيتهم في الكونغرس. وتعهد بوش بوقف ما اسماه الدعم السوري والايراني للهجمات ضد القوات الامريكية. واعلن بوش ان الولاياتالمتحدة ستنشر صواريخ باتريوت مضادة للصواريخ لطمأنة اصدقاء وحلفاء واشنطن في الشرق الاوسط والادني ومن اجل حماية المصالح الامريكية في المنطقة. وكما وعد بنشر وحدة جوية بحرية اضافية و بتوسيع التعاون في مجال الاستخبارات ونشر انظمة الدفاع الجوية باتريوت لطمأنة اصدقائنا وشركائنا . ولم يذكر بوش الدول التي ستنشر فيها هذه البطاريات التي استخدمت للمرة الاولي خلال حرب الخليج في 1991 من اجل حماية السعودية واسرائيل من صواريخ سكود العراقية. واكتفي بالقول انه يعتزم العمل مع حكومتي تركيا والعراق لمساعدتهما علي تسوية المشاكل علي طول حدودهما المشتركة. وقال ان دولا مثل السعودية ومصر والاردن ودول الخليج يجب ان تدرك ان هزيمة امريكية في العراق ستخلق بؤرة جديدة للمتطرفين وتهديدا استراتيجيا لبقائها . واضاف ان من مصلحة هذه الدول وجود عراق يعيش بسلام مع جيرانه وعليهم تقديم مزيد من الدعم لحكومة الوحدة الوطنية العراقية . واعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس الخميس في كلمة امام لجنة من الكونغرس، ان حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تجاوزت المهلة التي منحت لها لحل المشكلات التي يواجهها العراق. وحذرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس امس الخميس من ان الولاياتالمتحدة لن تقف مكتوفة الايدي امام ممارسات ايران التي تتهمها واشنطن بزعزعة الاستقرار في العراق. ووصف السناتور جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي امس الاستراتيجية الجديدة بشأن العراق التي اعلنها بوش بأنها خطأ مأساوي . وقال اعتقد ان استراتيجية الرئيس ليست حلا . وتابع ولذلك ايها الوزيرة رايس.. ولاكون واضحا جدا.. لا يمكنني وفقا لما يمليه عليّ ضميري ان أؤيد نهج الرئيس . واعتبرها السناتور الجمهوري تشاك هاغل بانها اسوأ خطأ في السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ حرب فيتنام. واظهر استطلاع للرأي ان 61 بالمئة من الامريكيين يعارضون الاستراتيجية الجديدة، بينما رأي محللون ومراقبون في الولاياتالمتحدة والشرق الاوسط ان خطة بوش الجديدة قد تكون كارثية للعراق والمنطقة . بينما اعتبر نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام انها تصب الزيت علي النار .