عاشت القاعة متعددة الاختصاصات برادس مساء أمس أجواء رائعة مرة أخرى بعد المباراة «الكبيرة» فنيا وتكتيكيا للمنتخب الوطني أمام نظيره التشيكي وانتصار جمع بين النتيجة والاقناع على مستوى العمل الفردي والجماعي. انتصار المنتخب الوطني جاء في الحقيقة نتيجة تظافر جملة من المعطيات أولها استعادة اللاعبين لانتعاشهم البدني ونجاح الاطار في قراءة مميزات المنافس قراءة صحيحة وهو ما مكّن عناصرنا الوطنية من اللعب براحة كبيرة طيلة 60 دقيقة واستعمال كامل رصيده البشري والنظر بتفاؤل الى مباراة اليوم مع المنتخب السلوفيني. **ثلاثي من ذهب الحديث عن الانتصار التونسي لا يمكن ان يمر قطعا دون التأكيد على امتياز خاص لثلاثي المنتخب وسام حمام وذاكر السبوعي وعصام تاج. حمام تألق دفاعا وهجوما ووفّر الحلول رغم الرقابة الصارمة التي فُرضت عليه منذ بداية اللقاء من قبل المنتخب التشيكي. أما ذاكر السبوعي فيمكن القول انه كان الى جانب عصام تاج ورقتين تكتيكيتين من الطراز الرفيع عرف أفنديتش كيف يوظفهما التوظيف الصحيح. مردود هذين اللاعبين عانق أمس الروعة دفاعا وهجوما حيث ساهما في قطع العديد من الكرات للمنافس وتصعيد الهجومات المعاكسة بسرعة فائقة سمحت لمباغتة الدفاع التشيكي في اكثر من مناسبة وأخذ الاسبقية في مرحلة مبكرة من المباراة ثم تعميق الفارق وادخال الشك في نفوس زملاء جوريتشاك. **في طريق مفتوح الشوط الاول من المباراة لخص في الواقع هذا السيناريو الذي بحث عنه منتخبنا الوطني فالبداية المتعادلة بين الفريقين لم تتجاوز الدقيقة التاسعة التي شهدت بوسنينة وبن عزيزة ومادي وحمام ومقنم يستغلون على الوجه الاكمل النرفزة الواضحة للمنافس وتعدد الاخطاء والاقصاءات في صفوفه ليأخذوا الفارق الى حدود (14/8) ثم (17/10) بعد 23 دقيقة و(18/11) عن طريق السبوعي (د26) لينهي حمام هذا المسلسل الهجومي والشوط الاول بنتيجة (20/13) لصالح تونس. في الشوط الثاني لم تتغير المعطيات مطلقا فالمنتخب التشيكي بدا عاجزا عن ايجاد توازنه سواء امام دفاع تونسي حركي جدا مارس ضغطا قويا على عناصره او امام هيجان حمام والتسربات الذكية لتاج على مستوى الدائرة خلال هذا الشوط ايضا كان الهجوم المعاكس مصدر القوة الاساسي لمنتخبنا الوطني الذي تمكن من توسيع اسبقيته الى حدود 12 هدف (30/18) و(32/20) عن طريق بوسنينة (دق 21) وقد استمر الفارق كبيرا بين المنتخبين حيث لم ينزل مطلقا تحت حاجز ال 11 هدفا وهو ما تؤكده النتيجة النهائية لهذه المباراة (36/25). **قالوا عن اللقاء * ذاكر السبوعي (لاعب المنتخب الوطني): قدمنا مقابلة كبيرة جدا دفاعا وهجوما وانتصرنا وأسعدنا جمهورنا وهذا هو المهم. درسنا جيدا المنتخب التشيكي وكنا مستعدين كما يجب لدفاع (4/2) ولاستغلال نقاط ضعفه واعتقد ان النجاح كان كاملا بالنسبة لنا وهي حقيقة تترجمها النتيجة النهائية للمباراة. أمامنا مباراتان ولابد من دخولهما بنفس العزيمة والتركيز والمحافظة على النسق حتى نخرج باقصى حد ممكن من النقاط ادعو الجمهور التونسي الرائع الى مواصلة الحضور بكثافة ومساندتنا. ** مكرم الميساوي: الراحة التي خضعت لها كل المنتخبات مكنتنا من استعادة كامل امكاناتنا من الناحية البدنية ودخول المباراة مع تشيكيا بقوة والمحافظة على نفس النسق حتى آخر دقيقة. بالنسبة لنا مباراة تشيكيا دخلت طي التاريخ والتركيز ينصب علي مباراة اليوم مع سلوفينيا، نريد الانتصار وسنحصل عليه باذن الله. **أنور عياد يغادر الدورة انتهى المونديال لانور عياد. الخبر نزل مثل الصاعقة على الاعلاميين التونسيين المواكبين للمونديال خصوصا وأن هذا اللاعب يشكل عنصرا تكتيكيا هاما في منتخبنا يصعب تعويضه. عياد تعرض الى كسر في يده ولن يتمكن من مواصلة النشاط مع المنتخب الوطني حتى آخر الدورة.