يبدو أن مشاكل بعض مسالك التوزيع ستبقى مضطربة، والدليل هو ما شهدته قوارير الغاز من فقدان قبيل وبعد عيد الاضحى الاخير رغم تأكيد سلط الاشراف على هذا القطاع بضرورة التزويد المتواصل للسوق. وأفادت «الشروق» مصادر مطّلعة من وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ان الغاز بنوعيه متوفّر اضافة الى بترول الانارة خاصة باقليم تونس الكبرى وولايات الشمال الغربي والوسط الغربي وذلك لوجود ثلاثة مراكز تزويد في بنزرت ومستودع «سبّالة بن عمار» وقابس وهي توفر بمعدّل 65 ألف قارورة منذ العشرين من الشهر الحالي. إلا أن الاشكال او المانع الذي حال دون وصول الكميات الى المستهلكين هو محاولة استغلال ظرفية العيد وما يرافقها من اقبال كبير لتحقيق اكثر ما يمكن من الارباح حسب ما أفادتنا به منظمة الدفاع عند المستهلك التي اكدت ان بعضهم عمد خلال ايام العيد الى بيع قارورة الغاز بتسعة دنانير عند تجوال شاحنات الغاز في شوارع الضاحية الشمالية والبيع مباشرة للمستهلكين. مصادر الوزارة لم تنف هذه الوقائع معلّلة بأن عديد الاطراف قادرة على استغلال هذه المناسبات لحسابها «الخاص». ولتلافي مثل هذه الاشكالات خصوصا مع موجة البرد الحالية، اتخذت الوزارة مؤخرا بالتعاون مع الشركة الوطنية لتوزيع الغاز، التدابير اللازمة لتوفير اكبر ما يمكن من الكميات، اذ تواصل التوزيع يوم امس عبر اثني عشر موزعا ببنزرت التي تغطي جل المناطق الحدودية الشمالية، ففي منطقة عين دراهم مثلا تم توزيع 560 قارورة، وأفادت شركة التوزيع المشرفة انها وفرت مخزونا احتياطيا لجهة القصرين ب 13 ألف و200 قارورة رغم ان معدّل الاستهلاك اليومي يبلغ 2853 قارورة اي باكتفاء لمدة خمسة ايام اخرى. ثم توفير 3535 قارورة بجندوبة يتم يوميا استهلاك 1274 قارورة منها يوميا وتحقيق اكتفاء بثلاثة ايام ونفس الشيء لولاية الكاف التي تستهلك 791 قارورة يوميا من 2400 متوفّرة. أما بالنسبة لبترول الانارة فقد افادت مصادرنا انه متوفر ايضا بمختلف محطات التزويد. وقد عمدت الشركة الموزعة الى اتخاذ اجراء اضافي وهو تخصيص شاحنتين صهاريج لمنطقة الشمال الغربي تحسّبا لما قد يطرأ من نفاذ للكميات ولمحدودية طاقة الخزن بهذه المناطق، وذلك استعدادا للطلبات الاضافية.