* القاهرة (خاص للشروق): من محمود عبد الحميد: المطرب ايهاب توفيق واحد من مطربين قلائل احتفظوا بنجوميتهم منذ بدأ قبل نحو عقد من الزمان في أن يكون لصوته مكان في عالم الفن العربي، واحتفظ بمكانته بين الجمهور التونسي، وهي مكانة يفخر بها ايهاب، بل ويقول في حواره مع «الشروق» إنه يرى أن الجمهور التونسي هو معيار النجاح لألبوماته وأغانيه، ويرصدها من خلال تجاوبه معها في حفلاته بتونس، وأكد ايهاب توفيق إنه حريص على الحفاظ على نجوميته من خلال عدم التكرار والتجديد الدائم، وعدم الوقوع في «هوجة» «أغاني المقاولات» الحالية التي يخشى أن يكون لها نفس التأثير الذي أحدثته «أفلام المقاولات» على السينما. وفيما يلي نص الحوار: * أنت مرتبط إلى حد كبير بالجمهور التونسي.. بصراحة شديدة لماذا حدث مثل ذلك التجاوب، وهل يعني لك ذلك دلائل محددة؟ الجمهور التونسي ذواق ومحب للفن، وأستطيع أن أقول إنه مؤشر حقيقي وطبيعي لتطوري ونجاحي، كما أنني استطلع من خلاله مدى نجاحي أو بالأصح نجاح ألبوماتي، وعلى سبيل المثال فقد تبينت من خلال حفلاتي التي أقمتها في تونس نجاح ألبومي الأخير من خلال تجاوب الجمهور مع أغانيه وطلبهم لها، وهذا يعكس إلى درجة كبيرة نجاح الألبوم خاصة وأن الجمهور عادة ما يطلب أغنية أو اثنتين في الألبوم، ولكن ما حدث ان الجمهور كان متجاوبا مع جميع الأغنيات، ولا تنس أن لي ارتباط خاص بالشعب التونسي ومشاركة في العديد من نشاطاته العامة. * وبماذا تفسر استمرار نجاحك وحفاظك على نجوميتك على الرغم من التقلبات الحادة في الوسط الفني حاليا؟ يمكن تفسير ذلك بالتجديد والجرأة في دخول أي عمل جديد لأن التكرار يعني استهلاك أي فنان أو مطرب، ولعلك تلاحظ ذلك في ألبومي الأخير الذي يحمل شكلا غنائيا مختلفا تماما عن أعمالي السابقة، ولا تنس أيضا أنني أحاسب نفسي دائما، كما أبحث بصفة مستمرة عن كل جديد، خاصة وأن التقلبات كما وصفتها حادة، في مرحلة يمكن وصفها بأن مرحلة مفترق الطرق الطبيعية التي تظهر كل فترة ونجد أن هناك أسماء تظهر وأخرى تختفي، وأخرى لديها القدرة على التجاوب والاستمرار من خلال التجديد وحسن انتقاء الأغنية. * هل ترى ان انتشار وزيادة عدد القنوات الفضائية الغنائية يمثل احدى هذه المتغيرات الجديدة في السوق.. وكيف تنظر إلى ظاهرة أغاني العرب التي انتشرت، وهل يمكنك أن تتجاوب معها؟ بداية لابد من أن نعترف بأن هذه القنوات الفضائية أصبحت واقعا مؤثرا على الساحة الفنية، وأصبح من الضروري على أي فنان أن يتواجد على هذه القنوات، ولكن بصورة غير متكررة ومن خلال أكثر من أغنية، وأتمنى أن لا تؤدي هذه القنوات نفس الدور الذي حدث مع هوجة أفلام المقاولات في السينما وأدت إلى تدهورها بشكل كبير خاصة وأن الكثير من الأغنيات المصورة يدعو إلى الخجل وأنا شخصيا أشعر بالاستفزاز عندما أراها، وبالتالي أحاول تجنبها وعدم مشاهدتها، وأنا مؤمن تماما بأن كل الأصوات التي تحاول النجاح بهذه الوسيلة من خلال استغلال الأجساد قد تحقق الشهرة بصورة سريعة ولكنها ستفقدها أيضا بنفس السرعة التي اشتهرت بها، ولا يمكن أبدا أن نطلق على هذه الأجساد العارية اسم مغنين أو فنانين. قمت بالتوقيع مع احدى شركات الانتاج الكبرى على عقد احتكار لثلاثة مواسم.. لماذا تخليت عن عادتك بالتوقيع على موسم واحد فقط، وألا تخاف من أن تقوم الشركة بفرض أعمال عليك مثل التي تسود السوق حاليا؟ ذلك العقد يمثل خطوة جديدة لي لأن الشركات الكبرى هي أحد وسائل استمرار وتطور النجاح خاصة وأنها تتحرك على مستوى كل الدول العربية والعالم، كما أن لها ثقلها في كافة المحافل، ولا تنس أننا نعيش مرحلة مختلفة تتطلب التخطيط بعيد المدى وهو ما يحتاج لمدى زمني أكبر، وأنا لا أخاف من ذلك خاصة وأنني أقوم باختيار أعمالي بنفسي، كما أن هناك اتفاق على أن تتسلم الشركة الألبوم كاملا «ماستر» وتقتصر مهمتها على الطبع والدعاية، ولي الحرية كاملة في اختيار الكلمات والألحان. * فيما يتعلق بالسينما.. هل نراك قريبا على شاشتها... أم أن العمل في السينما ليس من اهتماتك؟ بالطبع هي من ضمن اهتمامي، ولكن بدون تعجل، حتى لا أخسر جهود سنوات من العمل المضني، وبالفعل أمامي أكثر من سيناريو، وقريبا سأتخذ قراري وسأبدأ هذه الخطوة ولكن بعد دراسة وبدون تعجل. * هناك تصريحات لك تؤكد فيها أنك على خلاف بسيط تم تجاوزه مع المطرب راغب علامة.. وأخرى تقول إنها أزمة وتم تجاوزها.. هل هي مجرد خلاف وتم تسويته.. أم أزمة ومشكلة مازالت جذورها قائمة حتى الآن؟ دعنا نسميها سوء فهم وتم تجاوزه تماما خاصة وأنني على علاقة صداقة مع راغب علامة، وكل الحكاية أنني سبق واخترت لحنين للملحن محمود الخيامي الأول «عارف حبيبي» وكنت قد قمت بتسجيله، والثاني «اسمك ايه» أعطيناه للموزع اللبناني جان ماري رياشي، وعندما تأخر في توزيعه، استغللت وجودي في لبنان وسألته عن اللحن فقال لي إن الملحن طلب منه أنه يعطيه لراغب، وهنا كان سوء الفهم الذي زال تماما عندما علم به راغب علامة ورفض بدوره تسجيله.