تبنى امس فصيلان من المقاومة العراقية اسقاط المروحية البريطانية التي تحطمت اول امس شمالي بغداد مما ادى الى مصرع ما لا يقل عن 10 عسكريين كانوا على متنها. وتكبد الامريكيون بدورهم 3 قتلى على الاقل في عمليات أخرى للمقاومة بينما استمرت امس التفجيرات والكمائن غداة يوم الانتخابات الدامي الذي سقط فيه عشرات القتلى والجرحى. وكان يوم الانتخابات هذا اسود بالنسبة الى القوات البريطانية في العراق التي تكبدت 10 قتلى على الاقل اثر اسقاط طائرة نقل عسكرية شمالي بغداد. صفعة للانقليز وأكّدت امس وزارة الدفاع البريطانية مصرع 9 من افراد سلاح الجو الملكي وجندي واحد كانوا على متن الطائرة وهي من نوع «سي 130 هركيولز» تستخدم في نقل الجنود كما نقل العتاد الحربي الثقيل. وبينما تحدثت وزارة الدفاع البريطانية عن 10 قتلى (من عناصر الوحدات الخاصة حسب صحف بريطانية) فقط، كانت محطة «سكاي نيوز» التلفزيونية قد اشارت الى مصرع 15 جنديا في تحطم طائرة النقل شمالي بغداد. وكانت هذه الخسارة الكبيرة في الارواح بالنسبة الى قوات الاحتلال البريطانية في العراق، قد «أفسدت» على رئيس الحكومة طوني بلير بهجته بالانتخابات العراقية. وفرضت لندن تعتيما اعلاميا كبيرا حول سقوط الطائرة التي كانت متوجهة من بغداد الى مدينة «بلد» الواقعة على مسافة 70 كيلومترا تقريبا الى الشمال من بغدا وهي احد معاقل المقاومة المسلحة في المنطقة. لكن وزارة الدفاع كانت قد اشارت منذ اول امس الى انباء حول اسقاط الطائرة وبثّت امس قناة «الجزيرة» القطرية شريطا مصورا لعملية اسقاط الطائرة يُظهر اصابتها بصاروخ اطلقه احد رجل المقاومة بواسطة قاذفة صواريخ. وظهر في الشريط اصبع المقاوم وهي تضغط على زناد القاذفة فانطلق الصاروخ الذي فجر الطائرة وادى الى تناثر حطامها. وفي بيان مرفق بالشريط، تبنت العملية «الكتيبة الخضراء» وهي احدى كتائب ثورة العشرين الجناح العسكري للمقاومة الاسلامية الوطنية في العراق. واكدت الجماعة في بيانها ان حوالي 40 فردا بينهم ضباط قتلوا اثر اسقاط المروحية. وفي بيان اخر نشر على الانترنت أكدت جماعة «أنصار الاسلام» الكردية وهي احد التنظيمات المشاركة في المقاومة المسلحة، ان مجموعة من مقاتليها رصدت الطائرة البريطانية وهي تطير على ارتفاع منخفض فاطلقوا باتجاهها صاروخا موجّها اصابها وادى الى تحطمها. وجاء في البيان ذاته: الحمد لله ان تم اسقاط الطائرة وبعد ذلك شوهدت نيران عظيمة وغيوم سوداء وسحب دخان في موقع التحطم. واكدت الجماعة مصرع كل الجنود الذين كانوا على متن الطائرة. وتوجد في محيط مدينة «بلد» التي كانت الطائرة البريطانية في الطريق اليها قاعدة امريكية كبيرة تضم مطارا عسكريا. وقد قتل امس 3 من عناصر ال «مارينز» وجرح آخران على الاقل في اشتباك بين قوات الاحتلال ورجال المقاومة في «مثلث الموت» جنوبي بغداد وفق ما جاء في بيان للجيش الامريكي الذي امتنع عن توضيح ملابسات سقوط هؤلاء القتلى والجرحى. وفي وقت سابق اعترف جيش الاحتلال بمصرع عنصر آخر من ال «مارينز» في محافظة الانبار. وبمصرع هؤلاء الجنود الاربعة ارتفع الى حوالي 1425 عدد الجنود الامريكيين الذين لقوا حتفهم منذ غزو العراق حسب ارقام وزارة الدفاع الامريكية.