خاضت أمس المقاومة العراقية قتال شوارع ضاريا وسط بغداد ضد القوات الأمريكية مدعومة بوحدات شبه عسكرية تبعة لحكومة اياد علاوي الذي تعرض منزله للقصف بمدفعية الهاون... وضربت المقاومة كذلك في محافظة الأنبار حيث قتل جنود آخرين من ال»مارينز» بينما سجلت هجمات في مختلف انحاء العراق. وتحققت امس على ما يبدو التكهنات بأن المقاومة العراقية كانت تخطط لمعركة كبيرة في بغداد التي شهدت امس قتال شوارع ضاريا بين رجال المقاومة من جهة وبين القوات الأمريكية وما يعرف بالحرس الوطني العراقي (الدفاع المدني سابقا). وكان هذا القتال العنيف الذي تواصل عدة ساعات وخلف خسائر في صفوف الامريكيين والوحدات العراقية المتعاونة معهم الشرارة الاولى التي أشعلت «معركة بغداد الكبرى» على الارجح. معارك شوارع وتفجر القتال صباح امس حول حاجز لوحدات الحرس الوطني في ساحة الطلائع بمنطقة شارع حيفا التي توصف بأنها أحد معاقل المقاومة العراقية. وفي منطقة القتال هذه توجد أزقة وشوارع فرعية ضيقة وهو ما حوّل المواجهات التي استغرقت عدة ساعات الى معارك شوارع حقيقية. وواجه عشرات المقاومين القوات المتحالفة الأمريكية والعراقية بالاسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ وتمكنوا من احراق عدة آليات أمريكية. وقتل في المواجهات ما لا يقل عن 4 من أفراد الوحدات العراقية وجرح اكثر من 20 آخرين. وشوهد مقاتلون وهم يسحبون جثة أحد القتلى من الحرس الوطني في الشارع. وفي احد المفترقات بمنطقة القتال شوهدت عربة أمريكية من نوع «همفي» وهي تحترق بعد ان أصيبت بقذيفة صاروخية. وأمام فشل الوحدات الامريكية والعراقية في دفع المقاومين الى التراجع، تدخلت مروحيات الاحتلال وقصفت بعض المواقع والمباني التي حولها المقاتلون الى تحصينات. وقال شهود انهم شاهدوا في مسرح القتال جثثا مشوهة. وزيادة على المروحيات زجت القوات الأمريكية بالمدرعات في محاولة للقضاء على المقاتلين الذين قدرت بعض المصادر عددهم بالمئات. وبالتوازي تقريبا مع القتال الضاري في منطقة شارع حيفا أصيب أمس عراقيين حين سقطت قذائف هاون على مقربة من منزل رئيس الحكومة المؤقتة اياد علاوي ومكاتب حزب الوفاق الوطني (الذي يرأسه علاوي أيضا). وأصابت احدى القذائف منزلا لا يبعد سوى 20 مترا عن منزل علاوي ومكاتب حزبه التي تقع على مسافة حوالي 500 متر من «المنطقة الخضراء» التي تضم القصور الرئاسية التي تحولت الى مقرات للاحتلال والحكومة المؤقتة... وقبل هذا الهجوم كانت المنطقة الخضراء ذاتها قد تعرضت للقصف. وفي منطقة الكرادة ببغداد تم امس ابطال شحنة ناسفة تزن حوالي 750 كيلوغراما كانت مخبأة في سيارة وكان يفترض ان تستخدم في عملية تفجير حسب الشرطة العراقية. وعلى طريق مطار بغداد الدولي كانت المقاومة قد اشتبكت الليلة قبل الماضية مع قوات الاحتلال الامريكي. وفي بغداد ايضا قتل صباح امس 5 من افراد الحرس الوطني العراقي في هجوم صاروخي على قاعدتهم في التاجي عند المدخل الشمالي للعاصمة العراقية. وفي محيط كركوك شمالا أصيب أمس ضابط و4 من أفراد الشرطة المحلية بجروح خطيرة في هجومين منفصلين في حين شهدت مدينة البصرة جنوبا تفجيرا جديدا أوقع جريحا على الاقل. ضربات موجعة وقبل تفجر المعارك الضارية في شارع حيفا ببغداد كانت المقاومة قد وجهت ضربة أخرى موجعة لقوات الاحتلال في محافظة الانبار حين تمكنت من قتل 4 جنود جدد من وحدات ال»مارينز». وبمصرع هؤلاء في «عمليات لتثبيت الامن» على حد تعبير بيان جيش الاحتلال الامريكي يرتفع الى عدد أفراد مشاة البحرية الذين لقوا حتفهم في محافظة الانبار في الايام التسعة الاخيرة. وأعلن متحدث عسكري أمريكي ان جنديا أمريكيا قتل صباح اسم في حين أصيب 3 آخرين في «حادث سير» في مدينة الرمادي المجاورة للفلوجة والتي تعد ايضا من معاقل المقاومة. وحسب المصدر ذاته فقد انقلبت الشاحنة ثم احترقت، قائلا ان سبب الحادث يتثمل في انفجار احدى عجلات الشاحنة.