هو محمد بن محمد بن عبد الله بن ادريس الحُسيني، «كان فاضلا، عالما بقوى الأدوية المفردة ومنافعها، ومنابتها وأعيانها وله من الكتب في هذا المجال كتاب الأدوية المفردة» (ابن ابي اصبيعة). ودرس الشريف الادريسي في سبتة حيث ولد وهي مدينة مطلة على البحر، قريبة من جبل طارق، ثم انتقل الشريف الإدريسي الى بلاد الاندلس فعاش في قرطبة وقد تجوّل في البلاد الاسلامية كلها. وزار الإدريسي مدن الأندلس والمغرب ومصر، وزار آسيا الصغرى وبعد استقراره فترة في صقلية عاد الى سبتة، حيث توفي. نباتي وطبيب واشتهر الإدريسي، فضلا عن علم الجغرافيا بعلم الفلك والصيدلية والنبات وكان على ثقافة ادبية يدلنا عليها انشاؤه وشعره، كما كان على ثقافة رياضية كاملة، من حساب، وهندسة، وجغرافية، وفلكية وسياسية بالاضافة الى معرفة بالطب ومنافع الاعشاب وأماكنها، وأعيانها فهو نباتي وطبيب ايضا». وللإدريسي في الجغرافيا كتاب قيم هو «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» او «الكتاب الرجاري» نسبة الى روجر ملك صقلية يقول في مقدّمته: «فلما تم كل شيء امر ان يفرغ له من الفضة الخالصة دائرة عظيمة الجرم، ضخمة الجسم في وزن 400 رطل رومي، في كل رطل منها 112 درهما، ثم امر الصقلة ان ينقشوا عليها صور الاقاليم السبعة، ببلادها، وأطوالها، وأقطارها، وسبلها، وريفها». وهو اول من رسم خرائط صحيحة للعالم. العشاب كما عُرف الإدريسي بين زملائه بالعشّاب كان يتقن خصائص النبات الطبية ولكثرة اسفاره كان يدرس نباتات الأقاليم ويسجل ملاحظات، ويكتب مقارنا شارحا يقول ابن جلجل عن الإدريسي: «ان الشريف الإدريسي استدرك في كتابه (الجامع لصفات اشتات النبات) على ديسقوريدس ما اغفله وما جهله من نبات ومن خصائص كثيرة من النبات». وعرف كتابه «الجامع لصفات اشتات النبات» شهرة عالمية فقد ضمّنه اسماء النباتات باللغات السريانية واليونانية والفارسية واللاتينية والبربرية والعربية. وقد رتب كتابه على احرف الهجاء مستفيدا ممن سبقه، مضيفا ما اكتشفه. اتصف في كتابه بالموضوعية العلمية والنزاهة، وقد تميّز الإدريسي باتقانه للغات، لاختلاطه الكثير بالأجانب وتضمينه لكتابه لغات عديدة، فقد كان على دراية عميقة بالمصطلحات الاغريقية وسواها. وقد اكتشف كتاب آخر له في الصيدلة موجود في مكتبة اسطمبول وهو يبدأ بمقدمة عامة عن النبات، ترجم المستشرق مايرهوف بعضا منه وقدم فكرة عامة عن الكتاب كله في دراسة لعلم النبات والصيدلة عند الإدريسي.