تفوق العرب المسلمون في عهد الملوك النورمانديين في العلوم والمعارف والأدب فازدهرت الحياة الفكرية والعقلية بتشجيع من البلاط إذ كان روجار يغدق الاموال على العلماء وعلى ترجمة الكتب واصبحت صقلية في عهده تستورد الكتب من الخارج مثلما كان الحال في العهد العربي وكان روجار ميالا الى مجالسة العلماء وقال عنه الصفدي انه كان محبا لأهل العلوم الفلسفية وان الإدريسي كان يجئ اليه راكبا بغلة فإذا وصل الى بلاطه تنحى له عن مجلسه فيجلسان معا وكان لا يسمع بعالم شهير الا مهد له السبيل للوفودً عليه كما تواصلت هذه الحفاوة بالعلم والعلماء مع ابنه غليالم الاول . وفي عهد وليام الاول والثاني ازدهرت حركة الترجمة الى اللغة اللاتينية من العربية واليونانية وكان الامير يوجين البلرميً يترجم من العربية ومن بين الكتب التي ترجمها الى اللاتينية «بصريات بطليموس» كما ترجم كليلة ودمنة بمساعدة من بعض المترجمين العرب وكان الشريف الإدريسي يرأس «الدائرة الجغرافية» في بلارمو وفي زمن إدارته لهذه الدائرة العلمية قام برسم صورة الارض في دائرة من الفضة ووضع اقسام الأقاليم عليها والف كتاب «نزهة المشتاق في اختراق الآفاق» المعروف بكتاب «روجار الثاني» كما ألّف كتابا آخر في الجغرافيا «روضة الانس ونزهة النفس» كما كانت له إسهامات اخرى في علم النبات من خلال كتاب «الجامع لاشتات النبات».
كما اشتهر من علماء المسلمين في صقلية محمد بن عيسى بن عبد المنعم وقد قال عنه القفطي في اخبار العلماء «من اصحاب العلم بعلمي الهندسة والنجوم ، ماهر فيهما قيم بهما ، مذكور بين الحكماء هناك بأحكامهما».
وفي عهد غليالم الثاني الف ابن ظفر الصقلي كتاب «سلوان المطاع» وكتاب «معونة الاشراف في الفقه المالكي».
وبرع المسلمون في الهندسة أيضاً وكان روجار يعتمد عليهم في صناعة آلات الحصار وهم الذين كانوا يصنعون القلاع المتحركة في حصار سالونيكً سنة 1185 وكانت المنجنيقات التي يصنعونها ذات اثر فعال في خرق الأسوار وصنع احد المهندسين المسلمين آلة لرصد الساعات كما ترك المهندسون المسلمون أثرا واضحا في المعمار واشهرهم ابو الليث وقد كانت هذه الحركية العلمية والثقافية محور اهتمام فرد ريك الثاني وابنه منفريدً في ما بعد .