رغم الرجة التي عرفها فريق الترجي الرياضي في الفترة الأخيرة وما أنجر عنها من تغييرات ومن تذبذب وقتي في نتائج فريق الاكابر، فان شبان الاحمر والاصفر لم يتأثروا بما حدث وواصلوا زحفهم بكل ثبات حيث واصل الاطار الفني والاداري عمله المسطر وواضح المعالم بكل جدية وبالتالي لم تحد مختلف الاصناف عن سكة الانتصارات وظلت فلسفة التتويج الى جانب التكوين القاعدي السليم هي الأساس عند شيخ الاندية التونسية. فسياسة الترجي الرياضي في الأصناف الشابة واضحة المعالم والبرامج التي وقع تسطيرها طويلة المدى ولا ترتبط باسم من سينقذها بل بكفاءة من يسهر على تطبيقها واخلاصه في عمله اولا وللنادي ثانيا، ولعل النتائج المحققة الى حد الآن خير شاهد على ما نقول فكل الاصناف تحتل الطليعة ومترشحة الى الدور القادم للكأس. **أرقام قياسية بالجملة رغم قوة المجموعة التي تتكون من ثمانية نواد عكس بقية المجموعات التي تضم بين ستة وسبعة فرق فان الترجي فرض هيمنة مطلقة ولم يتزحزح عن موقعه الريادي رغم قيمة الملعب التونسي والنادي البنزرتي والاولمبي للنقل، فالترجي احتل الطليعة في كل الاصناف وتصدرها هجوما ودفاعا ويكفي أن نذكر انه أودع ثلاثمائة كرة في شباك منافسيه في مختلف الاصناف كان توزيعها كالآتي، 67 هدفا في الأداني «أ» و86 هدفا في الأداني «ب» و42 هدفا في الأواسط و57 هدفا في الأصاغر «أ» و48 هدفا في الأصاغر «ب» أي أن معدل الاهداف تجاوز أربعة في كل لقاء وهذا رقم ينفرد به شبان الترجي. **هزيمة وحيدة خاض شبان الترجي الرياضي خلال المرحلة الاولى من البطولة سبعين لقاء بمعدل 14 مباراة في كل صنف فازوا في 62 مناسبة وتعادلوا في سبع مرات وأنقادوا الى هزيمة واحدة كانت في صنف الأصاغر «ب» وقد حقق فريق الاواسط الفوز في كل لقاءاته. علما وأن المجموعة تضم الى جانب الترجي الملعب التونسي والنادي البنزرتي والنجم الخلادي والاولمبي للنقل وجمعية أريانة وجندوبة الرياضية والنادي القربي. **طوفان في الأداني «ب» هو طوفان حقيقي حققه فريق الاداني «ب» الذي أودع في شباك منافسيه 86 كرة بالتمام والكمال ليفوق المعدل ستة أهداف في كل لقاء وهي أرفع حصيلة وأرفع معدل في كل الأصناف وفي كل المجموعات، ويليه صنف الأداني «أ» الذي حقق 67 وقبل 6 اصابات فقط فالأصاغر «أ» الذي سجل 57 هدفا قبل 5 فقط ففريق الاواسط الذي سجل 42 هدفا وقبل ثمانية بينما سجل الاصاغر «ب» 48 هدفا وقبلوا 15 وهو أضعف رقم في شبان الاحمر والاصفر. **أداء مقنع ودوليون بالجملة الى جانب النتائج المسجلة فان شبان الترجي الرياضي امتازوا بأدائهم المقنع في كل الأصناف حيث أن النتائج المسجلة كانت عن جدارة ولم تأت صدفة ولا مجاملة من أحد وتلك هي نتيجة حتمية للعمل الجاد والمدروس الذي ينجز في الحديقة «ب» ولعل تميز شبان الترجي جعلهم الممون الرئيسي لمنتخبات الشبان وقد أظهر جل هؤلاء كفاءتهم وجدارتهم بحمل الزي الوطني وهذا في حد ذاته تتويج لمجهودات اللاعبين والاطار الفني والاطار الاداري المشرف على تسيير دواليب شبان الترجي. **الاستمرارية سر النجاح لا غرابة في أن ينجح شبان الترجي الرياضي لانه تقريبا الفريق الوحيد الى جانب النادي الصفاقسي الذي يؤمن بالاستمرارية، فالبرامج المسطرة طويلة المدى والكفاءات الفنية هي نفسها تقريبا وحتى التغيير الذي حدث على رأس الادارة الفنية لم يحدث أي خلل بل زاد الفريق ثباتا بما أن ميزة الترجي هي الاستمرارية في العمل الذي لا يتعلق بالأسماء بقدر ما يتعلق بالجدية والتفكير في مصلحة النادي فقط ووضعها فوق كل اعتبار عكس ما يقع في بعض النوادي الاخرى حتى الكبيرة منها، فلا مكان في الحديقة «ب» للمجاملة ولا «للحرقان» سواء تعلق الامر باللاعبين أو بالمدربين أو حتى الاداريين فكل طرف يعرف حقوقه ويدرك واجباته وهذا هو سر النجاح وليت بقية النوادي تنسج على منوال شيخ الاندية التونسية.