انتشرت بشكل واضح على جدران المباني السكنية والادارية في عدد من المدن والبلدات والقرى التي قاطعت انتخابات الاحد الماضي، الشعارات المكتوبة المناهضة للاحتلال والمناوئة للحكومة العراقية المعينة. وكانت الانتخابات السبب المباشر وراء معظم الاغتيالات التي حدثت الشهر الماضي والتي استهدفت بالاساس شخصيات ضالعة في الاعداد للانتخابات. وازدهرت الشعارات المكتوبة على الجدران في معظم المناطق التي يشكل العرب العراقيون السنة الاغلبية الكاسحة فيها. شعارات مع المقاومة... ضد الاحتلال ويتراوح مضمون الشعارات المكتوبة او المرسومة على جدران في الموصل او في تكريت او في الرمادي وفي غيرها من المدن والبلدات والقرى بما فيها بغداد، بين تمجيد المقاومة ورموزها والطعن في الحكومة المعينة برئاسة اياد علاوي والدعوة الى مقاومة الاحتلال اما باستخدام تعابير دينية محضة او باستخدام مفردات حزب البعث وغيره من القوى الوطنية المساهمة في المقاومة المسلحة. وفي فترة الانتخابات بما في ذلك يوم الاقتراع نشطت كتابة الشعارات على الجدران متضمنة رفض الانتخابات ذاتها والدعوة الى مقاطعتها او متوعدة المحتل الامريكي والحكومة المعينة بحرب طويلة. وعلى سبيل المثال، فقد كانت قرية «الدور» مسقط رأس عزت ابراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في العراق من بين القرى العراقية في منطقة شمال بغداد التي قاطعت تماما الاقتراع. وفي يوم الاقتراع تحديدا كتبت على الجدران في القرية شعارات عديدة بعضها يمجد عزت ابراهيم بوصفه قائدا للمقاومة العراقية وبعضها الاخر يدعو الى ضرب القوات الامريكية والمتعاونين معها. وتضمنت احدى الكتابات الجدارية تهديدا بالقتل موجها لرئيس الحكومة العراقية المعينة اياد علاوي. ولم تكن «الدور» وحدها التي انتشرت فيها مثل هذه الشعارات المناهضة للاحتلال وحكومة علاوي والممجدة للمقاومة، حيث ان كل المناطق المعروفة بكونها معاقل للمقاتلين قد شهدت نشاطا «دعائيا» مكثفا مقابلا للدعاية التي شهدتها مناطق اخرى في الجنوب اساسا لصالح التصويت في الانتخابات. شهر الاغتيالات وفي جانفي الماضي الذي شهد الاستعدادات الاخيرة لاقتراع الاحد الماضي، حدثت موجة من الاغتيالات استهدفت اساسا الشخصيات الضالعة في مسار التحضير لهذه الانتخابات التي قاطعتها الاغلبية الساحقة من العرب العراقيين السنة اضافة الى جانب من الشيعة ممثلا في قوى كالتيار الصدري. وامتدت الاغتيالات من اقصى جنوب العراق الى شماله مرورا بالمناطق الوسطى بما فيها بغداد. وينتمي القتلى الى احزاب سياسية منخرطة في العملية السياسية وبعضهم يعمل في المجالس البلدية المحلية. واغتيل الشهر الماضي عدد من المسؤولين في حركة الوفاق الوطني التي يقودها اياد علاوي، كما اغتيل اعضاء من الحزب الشيوعي الذي شارك بدوره في اقتراع الاحد الماضي. ولم يسلم الحزب الاسلامي (الذي انسحب من الانتخابات منذ ديسمبر الماضي) من هذه الموجة حيث اغتيل احد أعضائه في الموصل. وفي الشهر ذاته اغتال مسلحون احد ممثلي المرجع الشيعي علي السيستاني في «المدائن» جنوبي بغداد. ويضاف الى هؤلاء عدد كبير من المتعاونين مع قوات الاحتلال قتلوا في المناطق الواقعة شمالي بغداد اساسا.